الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:04 صـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

غادة رضوان تكتب.. رحلت بابتسامتها.. وتركت فراغًا لا يُملأ

الثلاثاء 27 مايو 2025 04:02 مـ 29 ذو القعدة 1446 هـ
صورة تعبيريه
صورة تعبيريه

مرّت عشرة أيام على رحيل عمتو إسلام، لكن العقل لا يزال يرفض التصديق، والقلب يأبى أن يتصالح مع الفقد. غيابها أحدث فراغًا لا يوصف، كأن جزءًا من الحياة انسحب بهدوء، وترك وراءه صمتًا موجعًا لا يُكسر.

لم تكن مجرّد عمة أو أخت زوج، بل كانت حضنًا دافئًا، وصوتًا حنونًا، وقلبًا واسعًا يَسَع الجميع. كانت طيبة إلى حد يُدهش من حولها، بشوشة الوجه مهما اشتدت الظروف، حاضرة دائمًا عندما يُنادى عليها، حاملة على عاتقها مسؤولية الكبير قبل الصغير، تهتم بكل شيء، ولا تغفل عن أحد.

رغم مرضها الذي أرهق الجسد، لم تضعف روحها، ولم تتوقف عن السؤال والاطمئنان والاهتمام بمن حولها. كانت تسألني دائمًا عن صحتي، تقلق عليّ أكثر من نفسها، ودعواتها الصادقة لا تزال تتردد في أذني حتى الآن، كأنها لم تغب، كأنها ما زالت تُمسك بيدي وتدعو لي بكل الخير.

كان حضورها حياة، وغيابها ثقل لا يُحتمل. لا كلمات تكفي لوصف من كانت النور في زوايا البيت، والسند في أوقات الانكسار، والابتسامة الصافية في زحام الهموم.

اللهم اجعل ما أصابها من مرض في ميزان حسناتها، وشفاعةً لها يوم العرض عليك، وادخلها الفردوس الأعلى بغير حساب، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وانس وحشتها، وارزقنا الصبر والرضا حتى نلقاها.

رحمكِ الله يا عمتو إسلام، لن ننساكِ أبدًا.