بوابة بالعربي

صورة مفبركة تضع ترامب في زي البابا تشعل غضب الكاثوليك في أمريكا

الأحد 4 مايو 2025 09:04 صـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
صورة ترامب
صورة ترامب

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة واسعة من الانتقادات والجدل، بعد أن نشر عبر منصته "تروث سوشيال" صورة رقمية معدّلة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ظهر فيها مرتديًا الرداء البابوي الأبيض، وهو يشير بسبابته نحو السماء، في مشهد يحاكي صور الباباوات الكاثوليك. الصورة جاءت بالتزامن مع تصريحه السابق، الذي قال فيه مازحًا إنه يرغب في أن يكون "البابا القادم".

وتأتي هذه الخطوة في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، إذ توفي البابا فرنسيس مؤخرًا، ويستعد الكرادلة في الفاتيكان لعقد مجمع مغلق في السابع من مايو الجاري لانتخاب خليفة جديد للكرسي الرسولي. في ظل هذه الأجواء المشحونة، لم تلق مزحة ترامب قبولًا، بل وُصفت بأنها "غير لائقة" و"مسيئة".

وردّ المؤتمر الكاثوليكي في ولاية نيويورك، وهو الهيئة التي تمثل أساقفة الولاية، بغضب على منشور ترامب، وكتب عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"لا يوجد شيء ذكي أو طريف في هذه الصورة، سيدي الرئيس. لقد دفنّا للتو البابا فرنسيس الحبيب، والكرادلة على وشك الدخول في مجمع رسمي لانتخاب خليفة جديد للقديس بطرس. لا تسخروا منا."

كما عبّر العديد من المعلقين عن استيائهم، مشيرين إلى أن الصورة المهينة جاءت في وقت تعيش فيه الكنيسة الكاثوليكية حالة حداد رسمي، مما جعل المزحة تبدو "بلا ذوق" و"خارج السياق الديني والإنساني".

اللافت أن نحو 20% من الأمريكيين يعتنقون الكاثوليكية، وقد أظهرت استطلاعات للرأي أجريت في نوفمبر الماضي أن ما يقرب من 60% من الكاثوليك الأمريكيين صوّتوا لصالح ترامب، وهو ما يسلط الضوء على حساسية العلاقة بينه وبين هذه الكتلة الدينية المهمة.

وعلى الرغم من هذا التأييد النسبي، لم تكن علاقة ترامب مع المؤسسة الكنسية دائمًا على وفاق، إذ سبق أن وجه له البابا فرنسيس انتقادات حادة في عام 2016، عندما هاجم سياساته بشأن بناء الجدران الحدودية، واعتبرها "لا تعكس روح المسيحية"، في إشارة مباشرة إلى مشروعه المثير للجدل لبناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وكان ترامب قد شارك في جنازة البابا فرنسيس الأسبوع الماضي، في أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى منصب الرئاسة، في خطوة اعتُبرت آنذاك بمثابة محاولة للتقارب الرمزي مع العالم الكاثوليكي. إلا أن الصورة الأخيرة جاءت لتعصف بهذا التقارب، وتعيد إشعال الخلافات القديمة بين ترامب والكنيسة.