بوابة بالعربي

الذهب العالمي يتراجع بشكل طفيف وسط ترقب خفض الفائدة ومفاوضات روسية أوكرانية

الثلاثاء 20 مايو 2025 02:47 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
الذهب
الذهب

شهدت أسعار الذهب العالمية تحركات محدودة خلال تداولات اليوم، في ظل استمرار الأسواق في تقييم الأوضاع الجيوسياسية والتداعيات المحتملة لتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

وتراجعت أونصة الذهب في السوق العالمية لتسجل أدنى مستوى خلال اليوم عند 3204 دولارات، بعد أن بدأت التداولات عند 3228 دولارًا، بينما ارتفعت بشكل طفيف لاحقًا لتسجل 3232 دولارًا، فيما بلغ أعلى مستوى لها 3237 دولارًا، بحسب بيانات منصة جولد بيليون.

هذا التحرك المحدود يأتي بعد ارتفاع طفيف في جلسة الأمس، ما يعكس حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، في انتظار وضوح الرؤية بشأن التطورات السياسية والاقتصادية، وهو ما يبقي الذهب داخل نطاق حركة عرضية منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وكانت وكالة موديز قد خفضت يوم الجمعة الماضية التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من "Aaa" إلى "Aa1"، مشيرة إلى ارتفاع مستويات الدين والفوائد إلى مستويات تفوق تلك المسجلة في الدول ذات التصنيفات المماثلة. وقد ساهم هذا القرار في دفع الذهب للارتفاع بشكل محدود يوم أمس، إلا أن مكاسب الذهب تراجعت سريعًا مع ظهور بوادر تهدئة على الساحة الجيوسياسية.

في هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب أن روسيا وأوكرانيا ستبدآن مفاوضات فورية للتوصل إلى وقف إطلاق نار، وهو ما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كأداة تحوط في ظل تزايد التوقعات بتحسن الأوضاع السياسية.

في المقابل، شهدت الأسواق الآسيوية حالة من التفاؤل بعد إعلان كل من البنك المركزي الأسترالي والبنك المركزي الصيني عن خفض أسعار الفائدة، وهو ما عزز الطلب على الأصول ذات المخاطر المرتفعة في المنطقة وأضعف من جاذبية الذهب.

وتستمر حالة الضبابية في المشهد الاقتصادي العالمي، وسط مخاوف متصاعدة من تباطؤ النمو، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وصرّحت بكين أن القيود المفروضة على تصدير التكنولوجيا الأمريكية تقوض الاتفاق التجاري الأخير، مما يزيد من حالة عدم اليقين.

وتتابع الأسواق عن كثب تطورات مشروع قانون أمريكي يهدف إلى خفض الضرائب، والمتوقع التصويت عليه خلال الأسبوع الجاري في مجلس النواب. وقد أثار هذا القانون جدلاً واسعًا حول مدى تأثيره على العجز المالي الأمريكي، ما يضع مزيدًا من الضغوط على الدولار والاقتصاد الأمريكي ككل.

من جهة أخرى، يعكف مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على دراسة تداعيات خفض التصنيف الائتماني، إلى جانب تقلبات السوق المتزايدة، حيث تسود حالة من الترقب لتصريحات مرتقبة من عدد من أعضاء البنك المركزي الأمريكي في وقت لاحق اليوم، والتي قد تقدم إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة. وتشير توقعات الأسواق إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بما لا يقل عن 54 نقطة أساس هذا العام، بدءًا من أكتوبر.

أداء الذهب محليًا:

محليًا، شهدت أسعار الذهب تحركات عرضية مماثلة، متأثرة بتذبذب السعر العالمي للذهب وتراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، ما أدى إلى فقدان الذهب المحلي للزخم اللازم لاتخاذ اتجاه واضح.

وافتتح جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلية، جلسة اليوم عند 4540 جنيهًا، ليرتفع بشكل طفيف إلى 4550 جنيهًا وقت كتابة التقرير، بعد أن أنهى جلسة الأمس بانخفاض بلغ 15 جنيهًا.

ويستمر تأثر السوق المحلي بتحركات الذهب العالمية، في ظل تراجع تدريجي في سعر صرف الدولار، ما يقلل من فرص تعافي الذهب محليًا. وأشارت جولد بيليون إلى أن استمرار هذا الاتجاه العرضي يعكس غياب قوة شرائية واضحة في السوق المصرية خلال الفترة الحالية.

توقعات السوق

من المتوقع أن يظل الذهب العالمي في نطاق حركة عرضية خلال الفترة المقبلة، بين مستويات 3200 و3260 دولارًا للأونصة، وهي مستويات تتوافق مع نسب التصحيح الفني الرئيسية. وتشير مؤشرات الزخم إلى استمرار الأداء الحيادي، مما يعكس غياب اتجاه واضح في السوق.

أما على الصعيد المحلي، فيتحرك الذهب عيار 21 بين مستويات 4570 و4535 جنيهًا للجرام، وسط تراجع الإقبال على الشراء. ويترقب المتعاملون نتائج اجتماع البنك المركزي المصري القادم وسط توقعات باستمرار نهج خفض الفائدة الذي بدأه في أبريل الماضي، خاصة في ظل استهداف معدلات تضخم تتراوح بين 14% و15% في عام 2025، وفقًا لتوقعات البنك المركزي.