بوابة بالعربي

موجات حر «القاتل الصامت» تتوسع.. التحذير الأممي يتصاعد

الأربعاء 2 يوليو 2025 09:47 صـ 6 محرّم 1447 هـ
الطقس الحار
الطقس الحار

حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، من تصاعد موجات الحر في أجزاء مختلفة من أوروبا، حيث تشهد المنطقة ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة مع بداية فصل الصيف لعام 2025. وأكدت المنظمة أن هذه الظواهر المناخية الحادة ستصبح أكثر تواترًا وشدة في المستقبل نتيجة لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

تشهد عدة دول أوروبية مثل البرتغال واليونان وكرواتيا وألمانيا والنمسا وسويسرا موجات حر حادة وصفها مسؤولو الأمم المتحدة بـ"القاتل الصامت"، نظراً لما تسببه من أضرار صحية جسيمة وارتفاع في معدلات الوفيات. وأوضحت المنظمة أن موجات الحر المبكرة التي تضرب غرب وجنوب أوروبا في هذا الوقت من السنة غير معتادة، مما يستدعي توخي الحذر والاستعداد لمواجهة تداعياتها.

قالت كلير نوليس، المتحدثة الرسمية باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة يعد ظاهرة مقلقة، معربة عن أن الإحصائيات الرسمية لا تعكس العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عن موجات الحر، وهو ما يجعلها أكثر خطورة من بعض الظواهر المناخية الأخرى مثل الأعاصير. وأكدت نوليس أن كل حالة وفاة ناجمة عن موجة حر هي وفاة يمكن تفاديها، داعية إلى الاستفادة من المعرفة العلمية والتقنيات المتاحة لإنقاذ الأرواح.

وأشارت إلى أن موجة الحر الحالية ناجمة عن نظام ضغط جوي مرتفع أدى إلى احتجاز كتلة هوائية حارة قادمة من شمال إفريقيا فوق أجزاء كبيرة من أوروبا، مما زاد من شدة ومدة ارتفاع درجات الحرارة. كما لعب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر المتوسط دورًا كبيرًا في تعزيز موجة الحر، حيث تسهم هذه الحرارة الاستثنائية في زيادة درجة حرارة المناطق البرية المجاورة.

وأكدت المنظمة على أهمية اتخاذ إجراءات استباقية، من خلال إصدار تحذيرات مبكرة وتفعيل خطط العمل الوقائية التي تنسق بين الجهات الحكومية والصحية، للحفاظ على سلامة السكان وتقليل الأضرار الصحية.

وفي سياق تحذيراتها، أكدت المنظمة أن تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية هو السبب الرئيسي وراء زيادة تواتر وشدة موجات الحر، مشيرة إلى أن العالم يجب أن يتعلم كيف يتعايش مع هذه الظاهرة المتفاقمة، مع توقعات بأن تتصاعد موجات الحر وتزداد حدتها في السنوات المقبلة.