تصعيد تجاري جديد من ترامب يهز الأسواق الآسيوية ويضغط على الأسهم اليابانية

تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم، وسط تصاعد التوترات التجارية التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما أكد أنه لن يؤجل الموعد النهائي المقرر في 9 يوليو لفرض رسوم جمركية أعلى على بعض الشركاء التجاريين.
وسجّل مؤشر الأسهم الإقليمية تراجعًا بنسبة 0.5%، في حين انخفضت الأسهم اليابانية بنحو 1%، بعد أن لوّح ترامب برفع الرسوم الجمركية على اليابان، منتقدًا استمرار طوكيو في رفض استيراد الأرز الأمريكي.
في الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار بعد أن كان قد لامس أدنى مستوياته منذ عام 2022 في الجلسة السابقة. كما شهد الذهب تراجعًا طفيفًا، بعد يومين متتالين من المكاسب.
ويترقب المستثمرون خطوات ترامب المقبلة بشأن الرسوم الجمركية، خاصة مع انتهاء فترة التعليق التي أعلنها في أبريل لمنح فرصة للمفاوضات التجارية.
ومع أن السوق اعتادت على تقلبات حادة سابقًا جراء الأنباء التجارية، إلا أن ردود الفعل باتت أكثر هدوءًا مؤخرًا، مما يعكس توقعات واسعة بأن ترامب قد يتراجع كالعادة في اللحظة الأخيرة.
وفي هذا السياق، يرى فيليب وول، رئيس إدارة المحافظ بشركة "رايليانت غلوبال أدفايزرز"، أن الأسواق الأمريكية تُظهر تفاؤلًا مفرطًا، في حين أن الأسهم العالمية تبالغ في ردّ فعلها مع كل تصعيد جديد من جانب ترامب.
وأضاف: "تهديدات ترمب المتكررة جزء من استراتيجية ضغط سياسي وتجاري، لكنها ليست مفاجئة".
ويشير محللون إلى أن ترامب دأب خلال الأشهر الماضية على إطلاق تهديدات بفرض رسوم جمركية، ثم التراجع عنها لاحقًا، وهو ما أطلق عليه بعض الاستراتيجيين اسم "تاكو" – اختصارًا لعبارة "ترامب دائمًا يتراجع" (Trump Always Chickens Out).
وفي ظل هذه التطورات، يرى نيل نيومان، كبير استراتيجيي "أستريس أدفايزوري اليابان"، أن التصريحات الأخيرة لا تمثل تهديدًا حقيقيًا لأسواق اليابان، واصفًا إياها بـ"الضوضاء السياسية"، متوقعًا أن تستمر المفاوضات التجارية على طاولة مليئة بالملفات المعقدة.
قوة سوق العمل الأمريكية تدعم الثقة
على صعيد الاقتصاد الأمريكي، بلغت فرص العمل أعلى مستوياتها منذ نوفمبر، خصوصًا في قطاعات الترفيه والضيافة، في حين تراجعت معدلات تسريح الموظفين، مما يعزز وجهة نظر مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن سوق العمل ما تزال قوية.
ورغم التوسع في استخدام التعريفات الجمركية، جدد رئيس الفيدرالي، جيروم باول، تأكيده أن المجلس كان سيتجه إلى خفض أكبر للفائدة هذا العام لولا هذه التوترات، لكنه لم يستبعد اتخاذ خطوات تيسيرية جديدة في اجتماعه المقبل.
وينتظر المستثمرون تقرير التوظيف الحكومي لشهر يونيو، المقرر صدوره يوم الخميس، والمتوقع أن يُظهر تباطؤًا في نمو الوظائف وارتفاعًا في معدل البطالة.
تشريعات ضريبية ضخمة قيد التصويت
في سياق سياسي واقتصادي متصل، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لخفض الضرائب والإنفاق بقيمة 3.3 تريليون دولار، بعد تصويت حاسم من نائب الرئيس جي دي فانس.
ومن المنتظر أن يصوّت مجلس النواب على المشروع هذا الأسبوع، وسط مقاومة من بعض الجمهوريين المعتدلين وقطاعات من الجناح اليميني في الحزب الجمهوري.
أسواق السلع.. استقرار الذهب والنفط
أما في أسواق السلع، فقد حافظ الذهب على مكاسبه الأخيرة بعد ارتفاعه بنسبة 2% خلال الجلستين السابقتين، بينما استقر النفط في تداولات صباح الأربعاء دون تغيرات ملحوظة.