بوابة بالعربي

بين التهديدات الأمريكية والطموحات الدولية.. ”بريكس” تبحث عن مسار جديد

الأحد 6 يوليو 2025 12:04 مـ 10 محرّم 1447 هـ
بريكس
بريكس

تستعد مدينة ريو دي جانيرو لاستضافة قمة مجموعة بريكس المرتقبة يومي 6 و7 يوليو 2025، وسط أجواء مشحونة بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، واهتمام متزايد بتوسيع نفوذ المجموعة عالميًا. تنعقد القمة تحت شعار:"تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي لحوكمة أكثر شمولاً واستدامة".

وتأتي في لحظة حساسة في ظل تصاعد النزاعات الدولية، وعودة الحمائية التجارية الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.

مشاركة واسعة وغيابات بارزة

للمرة الأولى، تشهد قمة "بريكس" مشاركة 20 دولة، تشمل 10 أعضاء و10 شركاء:

  • الأعضاء المؤسسون: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا

  • الأعضاء الجدد: مصر، الإمارات، إيران، إثيوبيا، إندونيسيا

  • الدول الشريكة: بيلاروسيا، كوبا، ماليزيا، بوليفيا، نيجيريا، كازاخستان، أوغندا، أوزبكستان، تايلندا، فيتنام

لكن الحدث سيسجل غيابًا بارزًا لكل من:

  • فلاديمير بوتين: يشارك عبر الفيديو، ويمثله وزير الخارجية سيرجي لافروف، بسبب مذكرة توقيف دولية.

  • شي جين بينغ: يغيب لأول مرة عن قمة "بريكس"، وسيمثله رئيس الوزراء لي تشيانغ.

أما على صعيد الحضور، فتأكدت مشاركة قادة بارزين، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة الدول الأخرى.

أجندة القمة.. ستة محاور رئيسية للتعاون

البرازيل، التي ترأس القمة هذا العام، وضعت أولويات طموحة تسعى من خلالها إلى تفعيل التعاون داخل المجموعة، وتوسيع دورها العالمي. وتشمل المحاور الستة:

  1. التعاون الصحي: إطلاق شراكة "بريكس" لمكافحة الأمراض المدارية والفقرية، وتحسين فرص الحصول على الأدوية واللقاحات.

  2. التمويل والتجارة: إصلاح أدوات الدفع، وتشجيع استخدام العملات المحلية، وتفعيل استراتيجية "بريكس 2030" للشراكة الاقتصادية.

  3. العمل المناخي: اعتماد "إطار تمويلي مناخي" لدعم الانتقال العادل في دول الجنوب.

  4. حوكمة الذكاء الاصطناعي: تطوير آليات مشتركة لضمان الاستخدام الأخلاقي والمنصف للذكاء الاصطناعي عالميًا.

  5. إصلاح نظام الأمن الدولي: تعزيز التعددية وإعادة الثقة في المؤسسات الدولية، بما يتيح التعامل الفعال مع النزاعات.

  6. التطوير المؤسسي لـ"بريكس": مراجعة الهيكل التنظيمي لدعم التماسك وتسريع اتخاذ القرار.

ضغوط خارجية ومواقف متباينة

تواجه "بريكس" تحديات عديدة، أبرزها:

  • تهديدات ترامب: الرئيس الأمريكي أعاد فرض التعريفات الجمركية بنسبة 10% تمهيدًا لرفعها إلى 100% على الدول التي تفكر في استبدال الدولار بعملة بديلة.

  • مخاوف من "عملة بريكس": رغم النفي الرسمي من جنوب أفريقيا، تواصل واشنطن الضغط لمنع أي تحرك نحو إطلاق عملة موحدة.

  • التوترات السياسية بين بعض الأعضاء: مثل النزاع الهندي الصيني، والخلافات المصرية الإثيوبية حول سد النهضة، والانقسامات بشأن الحرب في أوكرانيا.

  • الافتقار إلى هيكل إداري دائم، ما يجعل اتخاذ القرارات الجماعية بطيئًا ومعقدًا، في ظل اشتراط الإجماع.

آمال اقتصادية وطموحات جنوبية

تعوّل الدول الأعضاء على القمة لتوسيع الشراكات، وتفعيل آليات جديدة للتكامل الاقتصادي. ومن أبرز التوقعات:

  • إنشاء صندوق ضمان استثماري جديد بدعم من بنك التنمية الجديد، لتقليل تكلفة التمويل وتحفيز الاستثمار.

  • إطلاق لجنة موحدة لتسهيل التجارة، تهدف إلى توحيد الإجراءات الجمركية وشهادات المنشأ.

  • التركيز على التسويات الثنائية بالعملات الوطنية لتقليل الاعتماد على الدولار، وتنظيم سلاسل التوريد الرقمية.

هل تغيّر "بريكس" شكل النظام العالمي؟

تطمح "بريكس" إلى أن تكون محركًا لعالم متعدد الأقطاب، في مواجهة الهيمنة الغربية. لكن تباين مصالح أعضائها يضع علامات استفهام حول قدرتها على التحرك ككتلة موحدة.

مع ذلك، يرى مراقبون أن قمة ريو قد تمثّل نقطة تحوّل، خاصة أنها الأولى بعد التوسّع، وتأتي وسط تحولات متسارعة في الجغرافيا السياسية والاقتصادية للعالم.