بوابة بالعربي

هل انتهكت مها الصغير حقوق الملكية الفكرية لفنانة دنماركية؟

الإثنين 7 يوليو 2025 10:32 صـ 11 محرّم 1447 هـ
لوحة مها الصغير
لوحة مها الصغير

أثارت واقعة ظهور لوحة فنية شهيرة للفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون، منسوبة إلى الإعلامية والمصممة المصرية مها الصغير، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد عرضها ضمن برنامج "معكم منى الشاذلي" دون الإشارة إلى مصدرها أو اسم صاحبتها الأصلي.

وخلال ظهورها في الحلقة التي بثتها قناة CBC ضمن البرنامج الحواري الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، تحدثت مها الصغير عن شغفها بالفن التشكيلي، وعرَضت عددًا من اللوحات قالت إنها من أعمالها الخاصة، من بينها لوحة لامرأة مكبّلة بالقيود وتحمل شعرًا مضفّرًا، مشيرة إلى أنها تمثل حالة رمزية لمعاناة النساء في المجتمعات المقيدة، وتعبّر عن الرغبة في التحرر والانطلاق.

لكن ما لم يكن في الحسبان، أن تلك اللوحة تحديدًا، تعود إلى الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، والتي نشرتها عام 2019 تحت عنوان "صنعت لنفسي بعض الأجنحة". وقد عبّرت نيلسون عن صدمتها بعد مشاهدتها للّوحة تُعرض في برنامج تلفزيوني عربي كبير، منسوبة لشخص آخر.

وفي منشور رسمي عبر حسابها على "إنستجرام"، علّقت نيلسون:

"من الرائع رؤية عملك يُعرض في برنامج مصري واسع الانتشار، لكن من المؤسف أن يتم ذلك دون أي ذكر لاسمي، بل ويُقال إن فنانة أخرى رسمته!".

وأضافت: "مها الصغير لم تكتف بتقليد الفكرة، بل استخدمت صورة العمل الأصلي حرفيًا، ما يُعد اعتداءً صريحًا على حقوق الملكية الفكرية، وهو ما تجرّمه قوانين الملكية الفكرية الدولية، بما فيها اتفاقية برن التي تضمن حماية المصنفات الأدبية والفنية".

وأشارت الفنانة الدنماركية إلى أنها حاولت التواصل مع مها الصغير والقناة المنتجة للبرنامج، لكن دون أي استجابة، مؤكدة أن هذا التجاهل "لا يُبرر ولا يتوافق مع المعايير الأخلاقية أو القانونية".

وقالت نيلسون: "كان بإمكان مها الصغير أن تطلب إذنًا باستخدام اللوحة، مثلما فعلت الكاتبة بوبي سبارو حين رغبت في استخدام عملي كغلاف لكتابها. أما ما حدث، فهو سرقة فنية مكتملة الأركان، واستغلال غير مشروع لمجهود وإبداع فني خالص".

وتابعت في ختام رسالتها: "الفن ليس شيئًا يُسرق. هو انعكاس لروح الفنان وتجربته. من المؤلم أن يُنسب مجهودك لشخص آخر على هذا النحو".

من جانبها، حرصت الإعلامية منى الشاذلي على التعليق عبر صفحتها الرسمية، حيث نشرت توضيحًا قالت فيه:

"اللوحة المعروضة تعود بالفعل للفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، ونحن نُكن كل الاحترام للفنانين المبدعين، ونُقدر حقوق الملكية الفكرية في جميع المجالات".

حتى الآن، لم تُصدر مها الصغير أي تعليق رسمي حول الواقعة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بضرورة الاعتذار وتوضيح ملابسات ما حدث، خاصة مع تفاعل واسع من نشطاء الفن والثقافة على مواقع التواصل الذين وصفوا الحادثة بأنها "تشويه لصورة الفن واحترام الإبداع".