قمة بريكس تختم أعمالها بنداء مناخي.. وتمسك بالوقود الأحفوري

دعا قادة مجموعة "بريكس" اليوم الاثنين، في ختام قمتهم في ريو دي جانيرو، الدول الغنية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في تمويل جهود مكافحة تغيّر المناخ، مشددين على أهمية تحقيق عدالة مناخية تضمن للدول النامية القدرة على مواجهة تداعيات الاحتباس الحراري دون المساس بحقها في التنمية.
وأكد زعماء المجموعة، أن تمويل المناخ ليس منّة بل "التزام ملزم يقع على عاتق الدول المتقدمة"، مطالبين بإيفاء هذه الدول بتعهداتها وتوفير التمويل اللازم لدعم التخفيف من الانبعاثات والتكيّف مع آثار التغير المناخي في الجنوب العالمي.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يستعد لاستضافة قمة المناخ الأممية المقبلة، شدّد في كلمته على أن دول الجنوب تملك دورًا محوريًا في التصدي للأزمة المناخية، لكنّها بحاجة إلى تمويل عادل وتكنولوجيا ميسّرة لتحقيق ذلك.
وأكد أن نجاح التحرك المناخي الدولي يتوقف على إرساء قواعد جديدة للحوكمة المناخية والاقتصادية.
وطالب قادة "بريكس" بإعادة هيكلة مؤسسات التمويل والتنمية الدولية، مثل صندوق النقد والبنك الدولي، لضمان تمثيل أفضل للدول النامية، معتبرين أن النظام العالمي الحالي لا يعكس موازين القوى ولا يُنصف احتياجات الجنوب العالمي.
وأبرز البيان الختامي أهمية "الهدف الجماعي الجديد للتمويل المناخي" (NCQG) والمحدد بتدفقات سنوية بقيمة 300 مليار دولار حتى عام 2035، ترتفع تدريجيًا لتصل إلى 1.3 تريليون دولار في ذلك العام، وذلك ضمن خارطة طريق تمويلية أكثر وضوحًا وطموحًا.
ورغم هذا التوجه المناخي الطموح، شدّد قادة بريكس على أن الوقود الأحفوري سيظل جزءًا أساسياً من مزيج الطاقة العالمي، خصوصاً في الاقتصادات النامية التي لا تزال تعتمد عليه في تلبية احتياجاتها التنموية والبنية التحتية.
في السياق ذاته، علّقت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا على الجدل المحيط بمشروعات التنقيب عن النفط قرب سواحل الأمازون، قائلة: "نعيش في عالم ملؤه التناقضات.. لكن ما يهم هو امتلاك الإرادة السياسية لتجاوزها".
وفي خطوة تعكس توجهًا لحماية النظم البيئية، أعلنت "بريكس" دعمها الكامل لمبادرة برازيلية جديدة باسم "مرفق الغابات المدارية إلى الأبد"، وهي آلية تهدف إلى تمويل حماية الغابات المهددة بالانقراض، ودعم جهود المناخ في الدول النامية بما يتجاوز التزامات اتفاق باريس.