بوابة بالعربي

”وول مارت” و”أمازون”.. معركة تخفيضات الصيف تشعل سباق التجارة الإلكترونية بأمريكا

الإثنين 7 يوليو 2025 12:40 مـ 11 محرّم 1447 هـ
وول مارت وأمازون
وول مارت وأمازون

انطلقت شرارة المنافسة هذا الأسبوع بين عملاقي البيع بالتجزئة "أمازون" و"وول مارت"، في واحدة من أشد مواجهاتهما على الإطلاق، مع تزامن حملتي التخفيضات السنوية لكليهما، في محاولة حثيثة لاجتذاب المستهلك الأمريكي في فترة الذروة الصيفية للشراء.

ففي تحرك استراتيجي، قررت "أمازون" تأجيل حدثها الأشهر "برايم داي" إلى يوم 8 يوليو، وتمديده من يومين إلى أربعة أيام، وهي خطوة تهدف لاستباق عروض "وول مارت" السنوية، التي اختارت بدورها بدء التخفيضات في اليوم ذاته، بل وذهبت أبعد بتمديدها إلى ستة أيام كاملة.

اللافت هذا العام أن "وول مارت" توسعت بالحدث ليشمل فروعها البالغ عددها 4600 متجر في أنحاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى منصتها الإلكترونية.

معركة على ولاء المستهلك

بحسب محللين في شركة "إي ماركتر"، فإن هذا التنافس يعكس تصعيداً مباشراً على "ولاء المستهلك الأميركي"، حيث تتحدى "وول مارت" تفوّق "أمازون" في المبيعات الإلكترونية، والتي لا تزال تستحوذ على نحو 40% من السوق الرقمية الأمريكية.

ورغم ذلك، فإن "وول مارت" تشهد نمواً متسارعاً في تجارتها الرقمية، مع زيادة سنوية تتجاوز 20%.

وتسعى "أمازون" للحفاظ على مكانتها الرائدة عبر برنامجها المدفوع "برايم"، الذي أطلق فعالية "برايم داي" لأول مرة في عام 2015، مستهدفاً العملاء بالعروض الحصرية على الإلكترونيات ومستلزمات المدارس.

وتقدّر "بنك أوف أمريكا" أن مبيعات هذا الحدث ستبلغ نحو 23 مليار دولار هذا العام، تشمل مبيعات الشركة والبائعين الخارجيين على منصتها.

توسع رقمي ومنافسة متصاعدة

من جهتها، تستثمر "وول مارت" بشكل مكثف في بنيتها الرقمية لتسريع عمليات التسليم وتوسيع مخزونها الإلكتروني الذي تجاوز 500 مليون منتج.

كما أطلقت الشركة خدمة "وول مارت+" لمنافسة "برايم"، مقدّمة خصومات على الاشتراك وإتاحة وصول مبكر للعروض للمشتركين.

ويقول جاريد ماسون، نائب رئيس شركة "باترن" -أكبر موزع خارجي عبر أمازون- إن شركته بدأت في تحويل تركيزها التدريجي إلى منصة "وول مارت"، مضيفاً: "نحن نرحّب بتراجع الهيمنة الكاملة لأمازون، فالسوق الآن أكثر توازناً، وكموردين، نحن نستفيد من هذه المنافسة".

ورغم أن "برايم" ما زالت تتفوق من حيث عدد المستخدمين بثلاثة أضعاف مقارنة بـ"وول مارت+"، بحسب شركة "جيفريز"، فإن الأخيرة تراهن على عامل السعر والانتشار الجغرافي الواسع لتقوية موقعها في سباق التجزئة.

توقيت مدروس وتنافس محسوب

بحسب وول مارت، فإن اختيار توقيت التخفيضات جاء ليتماشى مع فترة نشطة من الشراء، إذ يبحث المستهلكون عن فرص توفير كبيرة.

أما "أمازون"، فأكدت أنها حدّدت موعد "برايم داي" قبل أشهر ضمن خطة تسويقية سنوية مسبقة.

ورغم زيادة المنافسة، يقول محللو "بنك أوف أمريكا" إن فعالية "برايم داي" ستبقى أحد أقوى محركات المبيعات لـ"أمازون"، مؤكدين أن تمديد العروض إلى أربعة أيام هذا العام يعكس ثقة الشركة بقدرتها على تلبية الطلب، دون تأثر بمشكلات سلاسل التوريد.

في المحصلة، يبدو أن موسم تخفيضات الصيف هذا العام لا يقتصر فقط على العروض والخصومات، بل أصبح ميداناً صريحاً لصراع النفوذ بين عملاقين يسعيان لإعادة رسم خريطة التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة.