بوابة بالعربي

الأسهم الآسيوية تتذبذب وسط تصعيد جمركي من ترامب

الثلاثاء 8 يوليو 2025 10:14 صـ 12 محرّم 1447 هـ
الأسواق الآسيوية
الأسواق الآسيوية

شهدت الأسواق الآسيوية تقلبات ملحوظة خلال تعاملات اليوم، وسط حالة من الترقب بشأن مستقبل التوترات التجارية العالمية بعد أن أبقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب مفتوحاً أمام مفاوضات إضافية، رغم قراراته الأخيرة برفع الرسوم الجمركية على واردات من عدة دول آسيوية.

وتداول المؤشر الإقليمي "MSCI" ضمن نطاق محدود، مع مكاسب طفيفة في كل من كوريا الجنوبية واليابان، اللتين كانتا ضمن قائمة الدول المستهدفة بالرسوم الجديدة.

وارتفعت أسهم "تويوتا موتور" بنسبة 0.5%، إلى جانب مكاسب مماثلة في قطاع السيارات الياباني، في حين حافظ الين الياباني على خسائره، وصعد الوون الكوري الجنوبي.

أما مؤشر الدولار فتراجع بنسبة 0.1%، بينما سجل اليورو ارتفاعاً بدعم من تقارير أشارت إلى عرض أميركي للاتحاد الأوروبي يتضمن فرض رسوم بنسبة 10%.

وكان ترامب قد أعلن مساء الاثنين، فرض رسوم جمركية مشددة، لكنه أشار إلى استعداده لمواصلة التفاوض، وأرجأ تنفيذ الرسوم إلى ما بعد الأول من أغسطس، ملمحاً إلى إمكانية تأجيل إضافي، قائلاً إن "الإشعارات ليست نهائية بعد".

تهدئة مؤقتة وتفاعل مرن من الأسواق

ساهمت لهجة التهدئة التي اتسمت بها تصريحات ترامب في تقليص حالة القلق التي سادت الأسواق عقب الإعلان عن الرسوم، خاصة فيما يتعلق بتأثيراتها المحتملة على صادرات آسيا.

ورغم التراجع الذي شهدته الأسواق في بداية الأسبوع، لا تزال المؤشرات قريبة من مستوياتها القياسية، مدفوعة باحتمال تمديد المهلة وتأجيل تنفيذ الرسوم.

وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا لدى "HSBC"، إن المستثمرين باتوا أكثر تمرساً في قراءة استراتيجية ترامب، ويعتبرون الرسوم مجرد ورقة ضغط تفاوضية وليست تحوّلاً جذرياً في السياسة التجارية.

رسوم مرتفعة وتقدم محدود في الاتفاقات

وتضمّنت حزمة الرسوم الأمريكية فرض ضرائب بنسبة 25% على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، و32% على إندونيسيا، و35% على بنجلاديش، و36% على تايلند وكمبوديا، و40% على لاوس وميانمار.

ورغم ذلك، لم تتمكن سوى قلة من هذه الدول من التوصل إلى اتفاقات مع واشنطن ضمن المهلة الزمنية المحددة.

وفي المقابل، أبرم ترمب اتفاقات أولية مع المملكة المتحدة وفيتنام، ونجح في التوصل إلى هدنة تجارية مع الصين، فيما تستمر المفاوضات مع دول أخرى.

الأسواق تتابع.. والمستثمرون يراهنون على التأجيل

وصف نيك تويديل، كبير محللي السوق لدى "AT Global Markets"، تصريحات ترامب بأنها "مناورات متكررة"، لافتاً إلى أن الأسواق ستبقى عرضة لتقلبات متواصلة طالما استمرت السياسة الأمريكية في استخدام الرسوم كورقة تفاوضية.

وأكد أن الأسواق تتفاعل مع كل تطور لحظة بلحظة، كما يظهر في أداء جلسة التداول الآسيوية الأخيرة.

ورغم تصاعد الحديث عن احتمال نشوب حرب تجارية عالمية، لا تزال مؤشرات الاقتصاد الأمريكي قوية، مع استمرار التوظيف واحتواء التضخم، وإن كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتعامل بحذر مع تطورات المشهد ويترقب آثار الرسوم على النشاط الاقتصادي.

وقال جارفيلد رينولدز، المحلل الاستراتيجي في "Markets Live"، إن الشعور السائد في الأسواق هو أن الرسوم وسيلة ضغط أكثر من كونها خطوة تصعيدية فعلية، وهو ما يعزز شهية المستثمرين على الشراء عند التراجع.

وأشار محللو "BMO Capital Markets"، إيان لينجن وفايل هارتمن، إلى أن الرسوم الجديدة لن تدخل حيز التنفيذ خلال يوليو، وهو ما يُعد بمثابة تمديد غير مباشر للمهلة الأصلية التي كانت تنتهي هذا الأسبوع.

الهند ترفض التنازلات الكبرى

من جانبها، أكدت مصادر حكومية هندية أن نيودلهي قدمت أقصى ما يمكن في المفاوضات، لكنها ترفض تجاوز "خطوط حمراء" تتعلق بالسماح بواردات أمريكية من محاصيل معدلة وراثياً، أو فتح قطاعات الألبان والسيارات بشكل أوسع أمام المنتجات الأمريكية.

وبذلك، باتت الكرة في ملعب ترمب، فيما يظل الاتفاق المؤقت بين البلدين معلقاً بانتظار قرار سياسي من البيت الأبيض.