بوابة بالعربي

ألسنة اللهب في سنترال رمسيس تشل العاصمة.. تفاصيل 24 ساعة أربكت قطاعات مصر الحيوية

الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:07 مـ 12 محرّم 1447 هـ
حريق سنترال رمسيس
حريق سنترال رمسيس

في مشهد صادم هزّ قلب العاصمة المصرية، اندلعت مساء أمس الإثنين ألسنة النيران من داخل مبنى سنترال رمسيس التاريخي، أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد، محوّلة المنطقة الحيوية إلى بؤرة طوارئ مع تصاعد أعمدة الدخان وتوافد فرق الإطفاء والإسعاف لمحاصرة الحريق وإنقاذ الأرواح.

الحريق الضخم، الذي اندلع في طابق مخصص لاستضافة مشغلي الاتصالات، امتد إلى أجزاء أخرى من المبنى، ما أدى إلى وفاة 4 أشخاص وإصابة 39 آخرين، بحسب وزارة الاتصالات.

وتم فصل التيار الكهربائي والغاز عن المنطقة احترازياً، فيما استمرت عمليات التبريد حتى صباح اليوم التالي.

شلل جزئي في الاتصالات والإنترنت

سريعاً، انتقلت آثار الحريق إلى مختلف القطاعات، حيث تأثرت خدمات الاتصال في القاهرة الكبرى بشكل واسع، لا سيما بين الشبكات المختلفة، في حين ظلت المكالمات داخل الشبكة الواحدة مستقرة نسبياً.

كما تعطلت خدمات الإنترنت الأرضي جزئياً، مع محاولات الشركة المصرية للاتصالات إعادة توجيه الخدمة عبر سنترالات بديلة.

ووفقاً لبيانات صادرة عن منظمة "نت بلوكس"، انخفض مستوى الاتصال بالإنترنت في مصر إلى 62% من مستواه الطبيعي خلال ساعات الأزمة.

رغم هذا، أكد وزير الاتصالات عمرو طلعت أن البنية التحتية للاتصالات في مصر لا تعتمد على سنترال واحد فقط، مشيراً إلى أن الخدمات ستُستعاد تدريجياً خلال 24 ساعة، مع تعويض المتضررين من الانقطاع.

البورصة تُعلّق جلسة التداول لأول مرة منذ سنوات

في خطوة نادرة، قررت البورصة المصرية تعليق جلسة تداول يوم الثلاثاء 8 يوليو، بسبب توقف موقعها الرسمي وعدم قدرة المتعاملين على متابعة الأسعار بشكل فوري.

وقال أحمد الشيخ، رئيس البورصة، إن القرار يهدف إلى ضمان الشفافية وتكافؤ الفرص، مؤكداً أن أنظمة السوق الداخلية لم تتأثر، وأن التعليق مؤقت لحين عودة خدمات الربط الإلكتروني إلى طبيعتها.

تأثير على البنوك والدفع الإلكتروني

امتدت تداعيات الحريق إلى القطاع المصرفي، حيث تعطلت بعض ماكينات الصراف الآلي ونقاط البيع الإلكترونية في عدة مناطق، إلى جانب تأثر خدمات الإنترنت البنكي والموبايل المصرفي في بعض البنوك. كما اشتكى مستخدمو تطبيق "إنستاباي" من صعوبات في إجراء التحويلات.

وفي استجابة سريعة، قرر البنك المركزي المصري رفع الحد الأقصى اليومي للسحب النقدي بالعملة المحلية إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات مؤقتاً، لتسهيل التعاملات وسط الاضطراب في الخدمات الرقمية.

الإعلام والطيران تحت الضغط

ورغم صعوبات الاتصال، أعلنت مدينة الإنتاج الإعلامي أن البث الفضائي للقنوات لم يتأثر، لكن إعداد البرامج واجه بعض العوائق نتيجة ضعف خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية.

أما في قطاع الطيران، فقد أكدت وزارة الطيران المدني استعادة التشغيل الكامل بمطار القاهرة، بعد التنسيق مع وزارة الاتصالات وتطبيق حلول بديلة، مما سمح بإقلاع الرحلات دون تأخير يُذكر.

لماذا سنترال رمسيس محوري؟

سنترال رمسيس، الذي أُنشئ في خمسينيات القرن الماضي، يُعد من أقدم مراكز الاتصالات وأكثرها أهمية في مصر. ويخدم مئات الآلاف من المستخدمين، ويرتبط مباشرة بشبكات الوزارات والمؤسسات المالية والمطارات والمراكز الإعلامية.

كما يشكل مركز ارتكاز لشبكة الألياف الضوئية في مصر، ما يجعل أي انقطاع فيه ذا تأثير واسع على خدمات الاتصال والإنترنت على مستوى الجمهورية.

خسائر بشرية واقتصادية بانتظار التقدير

بين الصدمة البشرية وخسائر البنية التحتية، تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات الحريق، في حين تعمل الجهات المختصة على احتواء تداعياته التقنية والاقتصادية بأقصى سرعة ممكنة، وسط ترقب لإعلان رسمي عن أسباب الحادث وخطة تأمين السنترالات الرئيسية مستقبلاً.