استقرار أسعار النفط وسط ضغوط المخزونات وسياسات الرسوم الجمركية الأمريكية

تباين أداء أسعار النفط خلال تداولات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الحذر في الأسواق مع ترقّب بيانات رسمية حول مخزونات الخام في الولايات المتحدة، واستمرار المخاوف من تداعيات السياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحافظ خام "برنت" على استقراره قرب مستوى 70 دولاراً للبرميل، بعدما سجل مكاسب على مدى اليومين الماضيين، فيما تم تداول خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي حول 68 دولاراً.
وجاء هذا التماسك في الأسعار رغم إعلان "معهد البترول الأميركي" عن ارتفاع حاد في مخزونات الخام بالولايات المتحدة بمقدار 7.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهي الزيادة الأكبر منذ يناير الماضي، ما يزيد الضغوط على الأسعار في حال تأكدت هذه البيانات من قبل الحكومة يوم الأربعاء.
توترات تجارية تؤثر على معنويات السوق
في الوقت نفسه، تستمر الأسواق في مراقبة سياسة واشنطن التجارية، خصوصاً بعد تصريحات ترامب التي أكد فيها عزمه المضي في فرض رسوم جمركية جديدة، من بينها ضرائب على واردات النحاس، وعدم تمديد الإعفاءات المؤقتة الممنوحة لبعض الدول.
وتسببت تلك السياسات الجمركية في تراجع أسعار النفط منذ بداية العام، نتيجة المخاوف من تراجع الطلب العالمي بفعل تزايد القيود التجارية، فضلاً عن احتمال حدوث ردود انتقامية من شركاء واشنطن التجاريين.
الحرب في الشرق الأوسط والتأثير المؤقت
وعلى الرغم من أن المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران تسببت في ارتفاع مؤقت بتقلبات السوق، فإن الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها أعادت تركيز المستثمرين نحو العوامل الاقتصادية والتجارية، وعلى رأسها تطورات المعروض من دول تحالف "أوبك+".
الإنتاج الأمريكي تحت الضغط
في الداخل الأمريكي، انعكست تقلّبات الأسعار سلباً على نشاط الحفر، حيث خفّضت "إدارة معلومات الطاقة" توقعاتها لنمو الإنتاج هذا العام بمقدار 50 ألف برميل يومياً، ليبلغ النمو المتوقع 160 ألف برميل فقط.
كما استمر تراجع عدد الحفارات العاملة، ليقترب من أدنى مستوى له في نحو أربع سنوات.