انقسامات أوروبية بشأن مواجهة تهديدات ترامب التجارية.. وبروكسل تؤجل الرد
رصدت صحيفة فاينانشيال تايمز تصاعد الخلافات داخل العواصم الأوروبية بشأن الاستراتيجية الأنسب للرد على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 1 أغسطس المقبل.
فبينما يطالب البعض داخل الاتحاد بالتوصل إلى اتفاق تجاري سريع على غرار الاتفاق بين واشنطن ولندن، ترى عواصم أخرى ضرورة مواصلة التفاوض بهدف تحقيق شروط أفضل، حتى لو تطلب الأمر وقتاً أطول.
وفي هذا السياق، قررت المفوضية الأوروبية تعليق خطتها بفرض رسوم جمركية مضادة على واردات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو تشمل سلعاً مثل الدجاج والدراجات النارية والملابس، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 15 يوليو الجاري.
رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أكدت أن "باب الحوار لا يزال مفتوحاً"، وأن "الاتحاد الأوروبي يفضل دائماً الحلول التفاوضية".
ضغوط متبادلة.. وأسواق تترقب
وكان ترامب قد أعلن يوم السبت عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على كل من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ملوّحًا بإجراءات أشد إذا ردّت هذه الدول بإجراءات مماثلة.
وتفسر بروكسل هذه التهديدات على أنها محاولة للضغط قبيل المفاوضات.
مصدر رفيع في الاتحاد الأوروبي قال للصحيفة إن الأسواق الأمريكية "لن تتقبل بسهولة" أي تحركات عدائية تجاه الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، مضيفاً: "نثق في رد فعل الأسواق".
وفي ظل هذه الأجواء، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرز عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، مؤكداً أنه ناقش الملف مع فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال: "المفاوضات متقدمة، والوقت ما زال يسمح بالتوصل إلى تسوية".
خيارات أوروبية.. ورسوم مؤجلة
في المقابل، حذر وزير المالية الألماني لارس كلينجبيل من أن الاتحاد الأوروبي "لن يقف مكتوف الأيدي"، داعياً إلى مفاوضات جدية، مع الاستعداد لرد حاسم حال تعثر المحادثات.
وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أن المفوضية الأوروبية أعدت بالفعل قائمة موسعة برسوم جمركية انتقامية إضافية على واردات أمريكية بقيمة 95 مليار يورو، خُفّضت لاحقاً إلى 72 مليار يورو بعد اعتراض بعض الحكومات الأوروبية على استهداف سلع حساسة. ومن المتوقع إرسال الحزمة المعدّلة للدول الأعضاء للموافقة عليها الأسبوع المقبل.
اتفاق مع إندونيسيا وسط التصعيد
في خضم هذه التوترات، أعلنت المفوضية الأوروبية عن "اتفاق سياسي" مبدئي مع إندونيسيا حول اتفاقية تجارة حرة بعد مفاوضات امتدت لتسع سنوات.
الاتفاق، المتوقع التصديق عليه في سبتمبر المقبل، يُنظر إليه كنجاح تجاري مهم للاتحاد في وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.
وقد بلغت قيمة التجارة بين الجانبين 27.3 مليار يورو في 2024، منها 9.7 مليار صادرات أوروبية و17.5 مليار واردات من إندونيسيا.
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو قال تعليقًا: "في هذه الحقبة المضطربة، نقدم نموذجاً إيجابياً للتعاون الاقتصادي".