بوابة بالعربي

بروتوكول مصري – ياباني لتطوير التعليم الفني والهندسي وتخريج كوادر مؤهلة لسوق العمل المحلي والدولي

الثلاثاء 15 يوليو 2025 09:55 صـ 19 محرّم 1447 هـ
جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

شهدت القاهرة توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، بهدف دعم تطوير التعليم الهندسي والتكنولوجي في مصر، وتأهيل كوادر فنية مدربة تلبي احتياجات سوق العمل محليًا ودوليًا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الإلكترونيات والطاقة الخضراء.

حضر مراسم التوقيع كل من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني. ووقع البروتوكول اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية، والدكتورة رشا شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم، بحضور عدد من ممثلي جايكا والسفارة اليابانية، إلى جانب الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق.

دعم استراتيجي لتأهيل الكوادر الفنية

وأكد الفريق كامل الوزير أن توقيع هذا البروتوكول يمثل خطوة نوعية في دعم التعليم الفني والتكنولوجي ضمن الخطة العاجلة للنهوض بالصناعة المصرية، لا سيما في محورها السادس المتعلق بتأهيل الكوادر البشرية وتطوير برامج التدريب الفني. وأشار إلى أهمية الاستفادة من الخبرات اليابانية في تطوير ثقافة العمل الفني وتحسين جودة العمالة، بما يسهم في تعزيز قدرة العامل المصري على المنافسة في الأسواق الدولية.

وأوضح الوزير أن مصلحة الكفاية الإنتاجية ستعمل بالتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية والغرف الصناعية على إعداد العمالة قبل التحاقهم بالمصانع، لتقليل تكاليف التدريب على أصحاب الأعمال وزيادة كفاءة الأداء الإنتاجي. كما أشار إلى توقيع 40 بروتوكول تعاون مع مستثمري القطاع الخاص للمشاركة في إدارة وتشغيل مراكز التدريب المهني وتقديم تخصصات جديدة تلبي احتياجات السوق.

نموذج تعليمي ياباني متطور

من جانبه، أشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن التعاون مع "جايكا" يعزز الشراكات الدولية في تطوير التعليم الهندسي، خاصة من خلال تطبيق نموذج "كوزن" التعليمي الياباني، الذي يبدأ بعد المرحلة الإعدادية ويجمع بين التدريب العملي والتعليم النظري. وأكد أهمية هذا النموذج في تأهيل خريجين قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي، لافتًا إلى استمرار التعاون في إنشاء جامعة النقل ضمن خطة تطوير التعليم الفني والتكنولوجي.

أما وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، فأكد التزام الوزارة بإنشاء منظومة تعليم فني بمعايير دولية، تتيح للطلاب الحصول على شهادات معترف بها عالميًا. ولفت إلى نماذج التعاون الناجحة مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسها نموذج "كوزن" الياباني ونموذج "دون بوسكو" الإيطالي، إلى جانب التعاون المتزايد مع الجانب الألماني لتأسيس مدارس ومراكز تعليم فني متميزة.

كما شدد الوزير على أهمية التعليم المزدوج، الذي يدمج بين الدراسة النظرية في المدارس والتدريب العملي داخل المصانع، باعتباره أحد المحاور الأساسية لتحسين جودة التعليم الفني وجذب الاستثمارات، وأكد وجود تنسيق مشترك مع وزارة الصناعة لتوفير فرص تدريب ميداني داخل المصانع الحكومية.

بدء الدراسة في سبتمبر 2025

وذكرت الدكتورة رشا شرف أن معاهد "كوزن" تمثل منظومة تعليمية حديثة تركز على التجريب والتطبيق العملي، وتوفر مسارات تعليمية تؤهل الخريجين بمهارات تضاهي ما تقدمه الجامعات. وأضافت أن المشروع سيبدأ فعليًا في سبتمبر 2025، بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، وسيوفر فرصًا تعليمية متميزة في التخصصات التكنولوجية الحديثة.

وأشار اللواء مهندس إيهاب رمضان إلى أن مركز العاشر من رمضان التابع للمصلحة سيستقبل طلاب الدفعة الأولى من المعهد التكنولوجي المتقدم "الكوزن المصري الياباني"، مستفيدًا من البنية التحتية المتطورة للمركز، بما يشمل الورش والمعامل والفصول والخبرات التدريبية. وسيساهم البروتوكول في تطوير برامج تدريبية متقدمة في الإلكترونيات الدقيقة، الرقائق، الطاقة الشمسية والخضراء، إلى جانب تدريب المدربين وتبادل الخبرات بين الجانبين المصري والياباني.

تأهيل فنيين بتقنيات المستقبل

ويستهدف نظام "الكوزن" إعداد خريجين مزودين بمهارات تتوافق مع احتياجات الصناعة العالمية، مع إمكانية التحاقهم بالجامعات التكنولوجية وكليات الهندسة والحاسبات بعد التخرج. ويؤهل البرنامج الخريجين للعمل داخل كبرى المؤسسات الصناعية والتكنولوجية، ويعزز رؤية الدولة في توطين الصناعات وتحقيق نقلة نوعية في جودة التعليم الفني والهندسي.

يأتي هذا التعاون في إطار توجه الدولة نحو تعزيز دور التعليم الفني كأداة للتنمية الصناعية والاقتصادية، وتحقيق الاستفادة القصوى من الشراكات الدولية في رفع جودة منظومة التدريب الفني والتكنولوجي في مصر.