أسعار النفط ترتفع بشكل طفيف وسط ترقب المخزونات الأمريكية والتطورات التجارية

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً محدوداً بعد ثلاثة أيام من الخسائر، في ظل ترقب المستثمرين لبيانات المخزونات الأمريكية ومتابعة تطورات السياسات التجارية التي تنتهجها الولايات المتحدة.
وصعد خام "برنت" مقترباً من حاجز 69 دولاراً للبرميل، بعد تراجع تجاوز 2% خلال الجلسات الثلاث السابقة، فيما استقر خام "غرب تكساس الوسيط" حول مستوى 67 دولاراً للبرميل.
وبحسب بيانات حكومية أمريكية صدرت الأربعاء، تباينت مؤشرات المخزون، إذ شهدت مخزونات نواتج التقطير ارتفاعاً، مقابل تراجع في مخزونات النفط الخام على مستوى الولايات المتحدة.
تصعيد تجاري جديد من واشنطن
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إرسال رسائل إلى أكثر من 150 دولة لإبلاغها بتفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة، والتي قد تتراوح بين 10% و15%.
كما تتابع الأسواق عن كثب علاقته مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد نفيه وجود أي نية لإقالته.
ورغم القلق من تأثير السياسات الجمركية الأمريكية على الطلب العالمي على النفط، واصلت الأسعار ارتفاعها خلال الشهر الجاري، وهو اتجاه صعودي بدأ منذ مايو الماضي.
مؤشرات مختلطة للسوق
ورغم المخاوف من تراجع الطلب مع قرب نهاية موسم الصيف وعودة إنتاج "أوبك+"، فإن المؤشرات الآنية لا تزال داعمة للأسعار، خصوصاً مع النقص الملحوظ في مخزونات الديزل.
وقال تشو مي، المحلل في معهد أبحاث تابع لشركة "تشاوس تيرناري فيوتشرز"، إن السوق تتعامل حالياً مع مستويات منخفضة نسبياً من مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أوروبا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا النقص، خاصة في الديزل، يوفر دعماً للأسعار على المدى القصير.
وأضاف أنه في حال تزايد إمدادات تحالف "أوبك+"، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم في المخزونات، ما قد يعيد الضغط على الأسعار.
وتُظهر البيانات أن مخزونات نواتج التقطير الأمريكية لا تزال عند أدنى مستوياتها الموسمية منذ عام 1996، رغم الارتفاع الطفيف الذي سُجّل الأسبوع الماضي.
في الوقت ذاته، ارتفع الهامش بين عقود زيت الغاز منخفض الكبريت وخام "برنت" لشهر سبتمبر بنسبة تقارب 7% منذ بداية الشهر، في إشارة إلى تحسن ربحية إنتاج الديزل.
توتر في كردستان العراق
وعلى الصعيد الجيوسياسي، تعرضت منشآت نفطية في إقليم كردستان شمال العراق لهجمات جديدة بطائرات مسيّرة يوم الأربعاء، في استمرار لسلسلة من الاستهدافات التي تطال البنية التحتية للنفط في المنطقة.
ورغم ذلك، فإن الإقليم لا يصدر حالياً أي كميات من النفط إلى الأسواق العالمية، عقب توقف خط الأنابيب منذ أكثر من عامين.