موضوع خطبة الجمعة اليوم.. الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم
في خطوة تعكس التزامها المتجدد بتعزيز القيم الدينية والعلمية مع انطلاق العام الدراسي الجديد، أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة اليوم 19 سبتمبر 2025م، الموافق 27 من ربيع الأول 1447 هـ، سيكون بعنوان: "الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم".
وأكدت الوزارة أن الهدف من الخطبة هو تسليط الضوء على الجانب التعليمي في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بوصفه المعلّم الأول، الذي جمع بين العلم والحكمة، وبين الرحمة والحزم، مقدّماً للبشرية أنموذجاً فريداً في التربية والتعليم.
واستهل خطباء المساجد الخطبة بذكر فضل العلم وأهميته في حياة الإنسان والأمم، مبرزين كيف كان الرسول ﷺ نوراً لا يغيب، ومعلماً لا يُضاهى، أحيا القلوب وأرشد العقول، فكانت حياته مدرسة متكاملة تتجلى فيها أسمى معاني التعليم والتربية. واستشهد الخطباء بكلمات الصحابة الذين وصفوا النبي ﷺ بأفضل المعلمين، حيث قال أحدهم: "فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه".
وتناولت الخطبة أيضاً أساليب النبي ﷺ التعليمية، وكيف كان يخاطب الناس بما يناسب عقولهم وأحوالهم، مستخدماً أرقى أدوات التعليم في ترسيخ المعلومة، وتثبيت المعنى، وتربية النفوس، وهو ما تجسد في قوله الشريف: "إن الله لم يبعثني معنتا، ولا متعنتا، ولكن بعثني معلماً ميسراً".
ودعا الخطباء إلى استلهام هذا النموذج النبوي في دعم مسيرة التعليم بمصر، خاصة في ظل التحديات الراهنة، مشيرين إلى أن بداية العام الدراسي الجديد فرصة ثمينة لتجديد النوايا، وشحن الهمم، وتعزيز دافع النجاح والتميز بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.
كما شددوا على أن العلم هو الكنز الحقيقي للأمم، ومفتاح النهضة والتقدم، مستدلين بالآية الكريمة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وبقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، مشيرين إلى أن هذا التقدير الإلهي للعلم والعلماء يجب أن ينعكس على المجتمع بأسره في سلوكه وتوجهاته.
وفي الخطبة الثانية، جاء التأكيد على أن العام الدراسي الجديد ليس مجرد بداية تعليمية، بل هو نقطة انطلاق لبناء إنسان متوازن، يجمع بين العلم النافع، والخلق الكريم، والانضباط الأخلاقي والتربوي. وحثّ الخطباء الطلاب على الاجتهاد والمثابرة، مؤكدين أن طريق النجاح في العلم شاق، لكنه طريق الأنبياء والصالحين، لا يُنال إلا بالجهد والتعب والصبر.
كما وجهت الخطبة رسالة مباشرة إلى أولياء الأمور والمعلمين، بأن مسؤولية تربية جيل مبدع لا تقتصر على تقديم الدعم المادي، بل يجب أن تشمل غرس حب العلم، وتنمية الفضول المعرفي، وتعزيز قيمة التعلم الذاتي والمستمر.
وفي ختام الخطبة، ناشدت وزارة الأوقاف المنظومة التعليمية بكاملها بتبني نموذج تعليمي متكامل، لا يقتصر على حشو المعلومات، بل يُشعل في الطلاب شغف المعرفة وروح الابتكار. ورفعت الدعاء بأن يعمّ الأمن والاستقرار أرض مصر، وأن ينشر الله فيها العلم والنور والخير.