بوابة بالعربي

زلزال كريت يعيد فتح ملف الزلازل في مصر.. ماضي يهتز ومستقبل يراقَب

الأربعاء 14 مايو 2025 12:39 مـ 16 ذو القعدة 1446 هـ
زلزال
زلزال

أعاد الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت اليونانية، فجر اليوم الأربعاء، بقوة بلغت 6.4 درجة على مقياس ريختر، مشاعر القلق إلى الشارع المصري، بعدما شعر به عدد كبير من السكان في القاهرة الكبرى وعدة محافظات، في مشهد أعاد للأذهان سلسلة من الزلازل القوية التي ضربت مصر عبر تاريخها، مخلفة آثارًا مدمرة وضحايا وخسائر ممتدة.

ورغم أن الزلزال الأخير لم يسفر عن خسائر مباشرة داخل مصر، إلا أن تكرار الشعور بالهزات الأرضية في الفترة الأخيرة دفع الكثيرين للبحث عن تاريخ النشاط الزلزالي في البلاد، الذي يشهد تباينًا في القوة والتأثير، ويتركز أغلبه في مناطق البحر الأحمر وخليج العقبة وبعض المناطق النشطة جيولوجيًا في الجنوب.

وفيما يلي استعراض لأبرز الزلازل التي شكلت علامات فارقة في الذاكرة الزلزالية لمصر:

في عام 1847، وقع أول زلزال مدمر في العصر الحديث، حيث ضرب محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، مخلفًا دمارًا كبيرًا وعددًا كبيرًا من القتلى والمصابين، ويُعد هذا الزلزال من أقدم الزلازل المسجلة في مصر الحديثة.

بعد ذلك، شهدت البلاد عام 1903 زلزالًا كارثيًا أسفر عن وفاة نحو عشرة آلاف شخص، وهو ما دفع السلطات حينها إلى إنشاء مرصد حلوان لرصد الزلازل، في خطوة تهدف لفهم الظاهرة والتعامل معها علميًا.

في عام 1969، ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 6.9 درجة جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، وشعرت به محافظات مصر كافة، كما امتد تأثيره إلى السودان وإثيوبيا وفلسطين. ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، فإن الزلزال تسبب في تشققات جيولوجية بالمنطقة البحرية.

ثم في عام 1981، هز زلزال متوسط الشدة منطقة بحيرة السد العالي بقوة 5.6 درجة، دون أن يتسبب في أضرار كبيرة، نظرًا لتصميم السد العالي لمقاومة الزلازل حتى 8 درجات.

أما الزلزال الذي لا يزال حاضرًا بقوة في ذاكرة المصريين، فهو زلزال عام 1992 الذي وقع في 12 أكتوبر قرب منطقة دهشور على بُعد 35 كيلومترًا من جنوب غرب القاهرة، وبلغت قوته 5.6 درجة. تسبب هذا الزلزال في وفاة 541 شخصًا وإصابة أكثر من 6 آلاف، بالإضافة إلى تدمير واسع شمل آلاف المنازل والمدارس في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم، ويُعد من أكثر الزلازل تدميرًا في تاريخ مصر المعاصر.

في عام 1995، شهدت مدينة نويبع زلزالًا قويًا بلغت قوته 7.2 درجة، وتُعد هذه الهزة من أعنف الزلازل التي سجلت في مصر، وأسفرت عن وفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات، كما أثرت على مناطق واسعة من جنوب سيناء.

وفي يناير 1997، وقعت هزة أرضية شعر بها سكان القاهرة، بلغت قوتها 5.9 درجة، إلا أنها لم تسفر عن خسائر تُذكر، سواء بشرية أو مادية.

وتعليقًا على هذه الهزات، يؤكد خبراء الزلازل أن موقع مصر الجغرافي يجعلها بعيدة نسبيًا عن الأحزمة الزلزالية النشطة، لكنها ليست بمنأى تام عن النشاط الزلزالي، خاصة في مناطق البحر الأحمر وخليج العقبة. ويشيرون إلى أهمية تعزيز ثقافة الاستعداد والتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية، لضمان السلامة وتقليل الخسائر في حال وقوع زلازل مستقبلاً.

كما يوصي المتخصصون بالاستمرار في دعم البنية التحتية لرصد الزلازل، والتوسع في برامج التوعية المجتمعية، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، لمواجهة أي طارئ قد تفرضه الظواهر الجيولوجية الطبيعية.