عبد الغفار: الأطباء البيطريون ركيزة رئيسية في استراتيجيات الصحة الواحدة

شارك الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اليوم السبت، في الاحتفالية السنوية باليوم العالمي للطبيب البيطري، والتي نظمتها النقابة العامة للأطباء البيطريين تحت شعار «منظومة متكاملة لتنمية مستدامة»، تقديرًا للدور الحيوي الذي يؤديه الأطباء البيطريون في حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وتعزيزًا لمفهوم «الصحة الواحدة».
جاءت المشاركة بدعوة من الدكتور مجدي حسن، النقيب العام للأطباء البيطريين، وبحضور عدد من القيادات التنفيذية من بينهم اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، واللواء د. عبد الفتاح محمد سراج محافظ سوهاج، واللواء أركان حرب محب الحبشي محافظ بورسعيد، بالإضافة إلى المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة، وعدد من ممثلي مجلسي النواب والشيوخ، والقيادات البيطرية على مستوى المحافظات.
وفي كلمته، أكد وزير الصحة أن الاحتفال بهذا اليوم يمثل فرصة لتكريم جنود مجهولين في المنظومة الصحية، مشيرًا إلى أن الطبيب البيطري يمثل خط الدفاع الأول في الكشف عن الأمراض الحيوانية التي قد تنتقل إلى البشر، وضمان سلامة الغذاء، وتأمين الثروة الحيوانية والبيئة على حد سواء.
وأوضح أن الشعار العالمي لليوم هذا العام، «صحة الحيوان تحتاج إلى فريق»، يعكس أهمية العمل المشترك بين كافة القطاعات الطبية والبيئية والزراعية، مشددًا على أن التعاون لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية، في ظل انتقال الأمراض عبر الأنواع والحدود.
وأشار عبد الغفار إلى أن نحو 60% من الأمراض المعدية الناشئة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هي أمراض حيوانية المنشأ، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تبني استراتيجيات وقائية موحدة، منها ما أطلقته مصر من مبادرات رائدة، كإنشاء مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود (ECTAD) عام 2011، والإطار الاستراتيجي الوطني للصحة الواحدة 2023–2027، الذي شاركت في تطويره وزارة الصحة، ووزارة الزراعة، ووزارة البيئة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة.
وأكد وزير الصحة أن الأطباء البيطريين يمثلون ركيزة أساسية في جهود الهيئة القومية لسلامة الغذاء، ويمارسون دورًا محوريًا في ضبط جودة وسلامة اللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والدواجن، بما يضمن توافق الغذاء مع المعايير الدولية، ويحد من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، والتي تؤثر سنويًا على واحد من كل عشرة أشخاص حول العالم.
كما حذر من التحديات الناشئة بفعل تغير المناخ، مشيرًا إلى التوسع المحتمل للأمراض المنقولة عبر الحشرات مثل البعوض والقراد، وهو ما يتطلب جاهزية من الكوادر البيطرية والطبية، وتطوير أدوات الرصد الحساسة للمناخ.
من جانبه، أكد الدكتور مجدي حسن، النقيب العام للأطباء البيطريين، أن مهنة الطب البيطري تُعد من ركائز الأمن الصحي والغذائي، مشيرًا إلى أهمية إدماج النقابة في السياسات الصحية الوطنية، لتحقيق مفهوم «الصحة الواحدة» ضمن أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية.
وفي كلمة وزارة الأوقاف، التي ألقاها الدكتور أيمن أبو عمر نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، تم التأكيد على البعد الإنساني والرحموي لمهنة الطبيب البيطري، انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي التي كرمت الحيوان ككائن له دلالة وفاعلية في التوازن البيئي.
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الزراعة، شدد المهندس مصطفى الصياد نائب الوزير، على أهمية تكامل الجهود بين الوزارات المعنية والهيئات الرقابية ونقابة الأطباء البيطريين، لمواجهة التحديات الصحية المشتركة، وضمان إدارة فعالة للأسواق والمجازر، ومعالجة ملف الحيوانات الضالة بطريقة توازن بين السلامة العامة والرفق بالحيوان.
وفي ختام الاحتفالية، تم تكريم نخبة من الأطباء البيطريين من مختلف المحافظات، تقديرًا لإسهاماتهم في دعم المنظومة الصحية والزراعية في مصر، وتأمين سلامة الغذاء والحيوان.