”أم القرى للتنمية” تدخل مجال الصناديق العقارية المليارية بمشروع جديد في مكة
انضمت شركة "أم القرى للتنمية والإعمار" – المطور الرئيسي لأحد أضخم المشاريع في مكة المكرمة – إلى قائمة الشركات السعودية المؤسسة لصناديق عقارية بمليارات الريالات، في خطوة تعكس التوجه نحو الاستفادة من الزخم المتزايد في القطاع العقاري بالمملكة.
وأعلنت الشركة، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع شركتي "الجزيرة للأسواق المالية" و"نايف صالح عبدالعزيز الراجحي الاستثمارية المحدودة"، لتأسيس صندوق عقاري خاص برأسمال مستهدف قدره 1.4 مليار ريال سعودي، يتضمن مساهمات نقدية وعينية، وذلك وفق بيان نُشر على موقع "تداول السعودية" اليوم الثلاثاء.
مشروع "وجهة مسار" في قلب الصندوق الجديد
الصندوق الجديد سيتولى تطوير قطعتي أرض تقدمهما "أم القرى" كمساهمة عينية، تقعان ضمن نطاق مشروع "وجهة مسار" في مكة، والذي يستهدف تطوير وحدات فندقية وسكنية وتجارية.
وستتولى "الجزيرة للأسواق المالية" إدارة الصندوق، بينما تضطلع "شركة نايف الراجحي الاستثمارية" بدور المطور والمساهم بمساهمات عينية ونقدية. ومن المقرر تحديد نسب الشركاء النهائية عند اكتمال التأسيس.
يُعد مشروع "وجهة مسار" من المبادرات الكبرى لتطوير البنية التحتية والخدمات في مكة المكرمة، ويمتد على مساحة 1.25 مليون متر مربع.
يتضمن المشروع 117 برجاً فندقياً بطاقة 40 ألف غرفة، و82 برجاً سكنياً، إلى جانب نحو ألف مكتب وأكثر من ألف متجر، فضلاً عن "مسار مول"، الذي يُعد أكبر مركز تجاري في مكة.
تحسُّن قوي في نتائج "أم القرى"
تأتي هذه الخطوة بعد تسجيل "أم القرى" تحسناً لافتاً في أدائها المالي، إذ قفزت أرباح الشركة في الربع الأول من العام الجاري إلى 159.7 مليون ريال، مقارنة بنحو 4.7 ملايين ريال في الفترة المقابلة من العام الماضي، بزيادة تجاوزت 33 ضعفاً. هذا النمو أدى إلى إطفاء كامل الخسائر المتراكمة وتحقيق أرباح مبقاة تُقدر بـ51 مليون ريال.
وأرجعت الشركة هذا الأداء الإيجابي إلى نمو إيراداتها بنسبة 172% لتصل إلى 502 مليون ريال، مدفوعة بزيادة مبيعات الأراضي الواقعة ضمن المشروع الممتد على طريق الملك عبدالعزيز، والذي شمل إعادة تطوير 6 مناطق عشوائية في مكة.
الزخم العقاري يتواصل في السعودية
القطاع العقاري السعودي يواصل نموه القوي، إذ وصلت مساهمته في الناتج المحلي إلى نحو 14% بنهاية عام 2024، بحسب تصريحات عبدالله الحماد، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، خلال مشاركته في معرض "كابيتال جلوبال سيتي سكيب" بلندن.
وأشار الحماد إلى أن رؤية السعودية 2030 أسهمت في تحول القطاع إلى أحد أعمدة التنمية الاقتصادية، مدعوماً بتحديثات تشريعية ومنظومة رقمية عززت من كفاءة الاستثمار.
وأضاف أن القطاع ساهم في خلق أكثر من نصف مليون فرصة عمل خلال السنوات الأخيرة.
وتبلغ مدة مذكرة التفاهم الموقعة بين الأطراف الستة أشهر أو حتى استكمال تأسيس الصندوق، مع إمكانية تمديدها بموافقة جميع الشركاء، بحسب ما جاء في البيان الرسمي.