بوابة بالعربي

من ”تروث” إلى ”إكس”.. حرب التغريدات تشتعل بين ترامب وماسك

الثلاثاء 1 يوليو 2025 12:29 مـ 5 محرّم 1447 هـ
ترامب وماسك
ترامب وماسك

صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته ضد الملياردير إيلون ماسك، في منشور شديد اللهجة على منصة "تروث سوشيال"، متهماً إياه بالاعتماد المفرط على الإعانات الحكومية، ومهاجماً ما وصفه بـ"تفويض السيارات الكهربائية" الذي يفرض على الأميركيين شراء هذا النوع من المركبات.

وقال ترامب في تدوينته إن الولايات المتحدة "كان بإمكانها توفير ثروة ضخمة لو لم تقم بإطلاق أقمار صناعية أو تصنيع السيارات الكهربائية"، مشيراً إلى أن شركات ماسك – مثل تسلا وسبيس إكس – ما كانت لتبقى قائمة أو تطلق صاروخاً أو تصنع سيارة كهربائية واحدة لولا الدعم الحكومي، على حد وصفه.

وأضاف الرئيس الأمريكي بلهجة لا تخلو من السخرية: "لولا تلك الإعانات، لكان ماسك أغلق مشاريعه وعاد إلى جنوب إفريقيا".

الخلاف يتسع.. دعم حكومي و"تفويض السيارات الكهربائية"

الهجوم يأتي في ظل تزايد التوترات بين ترامب وماسك على خلفية سياسات الدعم والتحفيز، لا سيما بعد انتقادات ماسك لقانون الضرائب الذي أقره ترامب، إضافة إلى إشاراته إلى تمويل حملات ضد بعض أعضاء الكونغرس.

ترامب لم يكتفِ بانتقاد الدعم المالي، بل وسّع هجومه ليشمل سياسة "تفويض السيارات الكهربائية"، والتي وصفها بأنها "إجبار للناس على اقتناء هذا النوع من المركبات"، مؤكدًا أن حملته الانتخابية المقبلة ستتضمن رفضاً واضحاً لأي تشريعات تجبر الأميركيين على التخلي عن سيارات الوقود التقليدية.

كما أشار ترامب إلى مبادرته السابقة المسماة "DOGE" – اختصار لـ "وزارة الكفاءة الحكومية" – داعياً إلى مراجعة شاملة للدعم الذي تتلقاه شركات ماسك، في إطار مساعيه لتقليص الهدر الحكومي وتعزيز كفاءة الإنفاق.

ماسك يرد: أوقفوا الدعم الآن

من جانبه، لم يتأخر رد ماسك طويلاً، إذ قال في تصريح لوكالة "رويترز": "أوقفوا كل الدعم عن شركاتي الآن"، في رسالة مباشرة تؤكد استعداده للتخلي عن الإعانات الحكومية، والتشكيك في منطقية هجوم ترامب.

وفي تغريدة لاحقة على منصة "إكس"، وجّه ماسك انتقادًا غير مباشر للسياسات الحكومية المتعلقة بالإنفاق والدين، قائلاً: "تجاوز سقف الدين هو الطريقة الوحيدة لإجبار الحكومة على تقليل الهدر والاحتيال"، مضيفاً: "ما فائدة سقف الدين إذا كنا سنواصل رفعه باستمرار؟".

وختم ماسك بالتحذير من العواقب المالية الوخيمة، قائلاً: "كل ما أطلبه هو ألا نفلس أميركا".

خلفيات سياسية واقتصادية

تأتي هذه التصريحات المتبادلة في ظل جدل واسع حول إدارة المالية العامة في الولايات المتحدة، وسط تحذيرات من تجاوز سقف الدين الوطني، وتصاعد الأصوات المعارضة للإنفاق الحكومي المفرط.

كما تعكس هذه المواجهة التوتر المتنامي بين شخصيتين مؤثرتين في المشهد السياسي والاقتصادي الأميركي، حيث يسعى ترامب لتعزيز روايته الانتخابية بشأن "الحكومة الرشيقة" ومكافحة الدعم غير المبرر، فيما يواصل ماسك الدفاع عن استقلالية شركاته ويدعو لإصلاحات مالية شاملة.

الجدير بالذكر أن العلاقة بين الرجلين شهدت مراحل من التعاون والتوتر خلال السنوات الماضية، إلا أن هذا التصعيد الأخير قد يفتح فصلاً جديداً في صراعهما السياسي والاقتصادي.