بعد حادث حسام حبيب.. نجوم غلبوا الإصابات من أجل الجمهور

في مشهد فني ملهم يجسد الإصرار والتفاني في العطاء، أثار عدد من النجوم خلال الفترة الأخيرة إعجاب الجمهور، بعدما تحدوا إصاباتهم الصحية وصعدوا خشبة المسرح، مؤكدين أن علاقة الفنان بجمهوره لا تعترف بالعوائق الجسدية. من المسرح في جدة إلى الرياض والمغرب، قدّم فنانون تجارب استثنائية جعلت من الألم لحظة انتصار، ومن الإصابات دليلًا على أن الشغف لا يُقهر.
حسام حبيب.. ثلاث كسور لم توقف الغناء
في ليلة طربية حملت عنوان "أحاسيس" ضمن موسم جدة 2025، صعد الفنان المصري حسام حبيب المسرح لأول مرة أمام الجمهور السعودي، متكئًا على عكاز ومرتديًا جبيرة طبية إثر تعرضه لثلاث كسور في كاحله أثناء التحضيرات النهائية للحفل.
ورغم خروجه من المستشفى قبل الحفل بساعات فقط، أصرّ حبيب على الظهور، قائلًا في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم": "لسه خارج من المستشفى.. لكن احترامًا للجمهور، لازم أطلع وأغني، حتى لو مش قادر أقف".
استقبله الجمهور بحفاوة وتفاعل لافت، في مشهد عبّر عن تقدير الجمهور لصدق الفنان وإخلاصه، ورسّخ مكانته كفنان لا تضعف عزيمته أمام التحديات.
تامر عاشور.. الإصابة لا تُلغِي الشوق
وبنفس الروح، واجه الفنان تامر عاشور إصابته في الرباط الصليبي بإصرار مشابه، حيث ظهر في حفليه الأخيرين بالمغرب والكويت مستندًا إلى عكاز، بعد خضوعه لعملية جراحية مؤلمة.
وفي مداخلة تلفزيونية، أوضح عاشور: "الإصابة حصلت فجأة، ومعرفتش أعتذر عن الحفلات، قررت أطلع بالعكاز وأغني.. كنت مشتاق لجمهوري اللي استقبلني بحب كبير".
رغم حاجته إلى الراحة والعلاج الطبيعي، غلّب عاشور شغفه الفني على حالته الصحية، ليمنح الجمهور لحظات غنائية خالدة برغم الألم.
عبدالله الرويشد.. فنان لا يعرف الانكسار
أما الفنان الكويتي الكبير عبدالله الرويشد، فقد أثبت أن حب الفن لا تحدّه حتى الظروف الصحية الأكثر قسوة. فبعد إصابته بجلطة دماغية أُدخل بسببها إلى المستشفى، ظهر على كرسي متحرك خلال مشاركته في حفل Joy Awards 2025 بالرياض.
ورغم أن ظهوره كان مقتصرًا على الحضور والتكريم، إلا أن حضوره أثار موجة من الاحترام والإعجاب، بوصفه فنانًا رفض الغياب وأصرّ على البقاء قريبًا من جمهوره وزملائه في ليلة وفاء وامتنان.
يحيى الفخراني.. ارتباط لا يُفك بالمسرح
الممثل القدير الدكتور يحيى الفخراني هو الآخر، لم تمنعه مشكلات صحية مرتبطة بالتقدم في العمر من اعتلاء خشبة المسرح القومي خلال مؤتمر خاص بمسرحية "الملك لير".
وبعكازه الذي رافقه خلال المؤتمر، عبّر الفخراني عن سعادته البالغة بمشروع إعادة إحياء دار الأوبرا الخديوية، مؤكدًا أن "عشقه للمسرح لا تزعزعه أي ظروف"، في رسالة واضحة بأن الفن يظل وطن الفنان الأول والأخير.
ختامًا، تبقى هذه المشاهد أكثر من مجرد لحظات إنسانية؛ إنها شهادات حية على علاقة لا تنكسر بين الفنان وجمهوره، حيث يتحول الألم إلى طاقة، والإصابة إلى وقفة احترام، والمسرح إلى ملاذ يتخطى حدود الجسد.