بوابة بالعربي

نقابة الصحفيين تدين إبادة غزة بالتجويع: الاحتلال يحاصر الضمير العالمي

الإثنين 21 يوليو 2025 01:47 مـ 25 محرّم 1447 هـ
التجويع الممنهج في غزة
التجويع الممنهج في غزة

أعربت نقابة الصحفيين، في بيان شديد اللهجة، عن إدانتها الكاملة لجريمة "التجويع الممنهج" التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، واصفة ما يجري بأنه إبادة جماعية مكتملة الأركان تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ بعض القوى العالمية.

وقالت النقابة في بيانها: "باسم الدماء التي تُزهق، وباسم الأطفال الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت وطأة الجوع، وباسم الضمير الإنساني قبل أن يُزهق هو الآخر، ندين بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة التي تُرتكب أمام سمع وبصر العالم."

وشددت النقابة على أن قطاع غزة تحول إلى "سجن مكشوف" بفعل الحصار الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، في إطار حرب إبادة جديدة تتخذ من الجوع أداة قتل جماعي.

وأوضحت أن حصيلة الشهداء بسبب الجوع تجاوزت 900 شخص حتى الآن، بينهم 71 طفلًا، في حين سُجّلت أكثر من 6000 إصابة برصاص الاحتلال استهدفت مدنيين أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية.

وفي رصدها للأوضاع الميدانية خلال شهر يوليو 2025، ذكرت النقابة أن معدل الوفيات بسبب الجوع وصل إلى 18 حالة يوميًا، بينما يُواجه نحو 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا، ويحتاج ما لا يقل عن 112 طفلًا يوميًا إلى دخول المستشفيات لعلاج حالات الهزال الحاد.

كما تواجه 60 ألف امرأة حامل خطر فقدان أجنّتهن نتيجة النقص الحاد في الغذاء.

وأكد البيان أن هذه الجرائم لا يمكن تبريرها تحت مسمى "أخطاء عسكرية"، بل هي سياسات تطهير عرقي ممنهجة ترتقي إلى جرائم حرب، مستشهدة بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال مؤخرًا في مناطق توزيع المساعدات، وعلى رأسها "السودانية" و"زيكيم"، واللتان شهدتا سقوط أكثر من 130 شهيدًا في أسبوع واحد.

وطالبت النقابة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لكبح هذه الجريمة ووقف المأساة الإنسانية، داعية إلى محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي والداعمين الأمريكيين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية باستخدام الجوع كسلاح.

كما حملت النقابة الدول العربية مسؤولية الصمت، مشيرة إلى أن التخاذل الرسمي إزاء المجازر التي تُرتكب يوميًا يُعد شكلًا من أشكال التواطؤ، ودعت إلى:

وقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال.

فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية فورًا، وعلى رأسها معبر رفح، الذي وصفته بأنه تحول من "شريان حياة" إلى "مصيدة موت".

إعلان حالة المجاعة رسميًا في غزة من قِبل الأمم المتحدة.

فرض مقاطعة شاملة للمنتجات الصهيونية والأمريكية والدول المتورطة في دعم الاحتلال.

وختمت النقابة بيانها برسالة إلى العالم:"ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان.. بل جريمة إبادة مكتملة الأركان. جوعٌ يُستخدم كسلاح، وأطفال يموتون بصمت، والضمير الإنساني يتآكل أمام اختبار قاسٍ. هل نواصل الصمت؟ أم نستعيد ما تبقى من إنسانيتنا؟"