سعاد صالح: لا يوجد نص شرعي يحرّم الحشيش وتعدد الزوجات جائز بشروط
في تصريحات أثارت تفاعلًا واسعًا، أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحشيش لا يندرج ضمن المحرمات الشرعية بشكل قاطع، مبررة ذلك بغياب نصوص دينية صريحة تحرّمه ما لم يؤدِ إلى تغييب كامل للعقل مثلما تفعل الخمر.
وقالت صالح، خلال ظهور تلفزيوني، إن التأثير الناتج عن تعاطي الحشيش لا يصل إلى درجة فقدان الإدراك الكامل، وهو ما يشكّل فرقًا جوهريًا عن المسكرات التقليدية التي نصّت الشريعة بوضوح على تحريمها. وأضافت أن الحكم الفقهي في هذه المسألة لا بد أن يُبنى على معيار تغييب العقل، فإذا تحقّق هذا التأثير في أي مادة، تُعامل حينها معاملة الخمر.
وفي سياق آخر، فتحت الدكتورة سعاد صالح نافذة على حياتها الشخصية، مشيرة إلى أن زواجها السابق لم يكن مستقرًا، واصفة زوجها الأسبق بأنه لم يكن ملتزمًا دينيًا، وكان لديه سلوكيات شخصية تتنافى مع مبادئ الالتزام الأخلاقي، حسب تعبيرها. وأضافت أن تجربتها الشخصية لا تؤثر على آرائها الفقهية، التي تستند إلى اجتهاد علمي لا يرتبط بالعواطف أو المواقف الفردية.
وفي ما يخص مسألة تعدد الزوجات، أوضحت أن هذا الحق مكفول للرجل في الشريعة الإسلامية، ولكن بشروط صارمة تتعلق بالقدرة على تحقيق العدل بين الزوجات والوفاء بالمسؤوليات الدينية والاجتماعية تجاههن. وشددت على أن التعدد ليس مباحًا بشكل مطلق، بل يتطلب نضجًا وتحمّلًا للمسؤولية من الطرفين، وخاصة الرجل.
كما تطرقت إلى قضية شائكة أثارت جدلًا فقهيًا واسعًا في السنوات الأخيرة، وهي قضية ترقيع غشاء البكارة. وأكدت أن هذا الإجراء يمكن أن يكون جائزًا في حالات بعينها، إذا كان الهدف منه هو صون السمعة ودرء الفضيحة، خصوصًا في المواقف التي تتعرض فيها الفتاة لظروف قهرية أو سقطات غير متعمدة. وأشارت إلى أن مبدأ "الستر" يحتل مكانة أساسية في أحكام الشريعة الإسلامية، وأن الحفاظ على كرامة الإنسان – رجلًا كان أو امرأة – يُعد من مقاصد الدين.