ترامب يستعد لإعادة تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد استقالة كوغلر

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيكشف خلال الأيام المقبلة عن تعيين عضو جديد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلفاً لأدريانا كوغلر، إضافة إلى تعيين إحصائي جديد لقيادة مكتب إحصاءات العمل، وذلك بعد إقالته المفاجئة لرئيسته إريكا ماكنتارفر عقب نشر تقرير أظهر تباطؤاً في نمو الوظائف.
وأثارت هذه الخطوات جدلاً واسعاً، إذ اعتبرها كثيرون تدخلاً سياسياً يهدد استقلالية مؤسسات يفترض أن تبقى بعيدة عن التأثيرات الحزبية.
جاءت هذه التطورات بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة، استقالة كوغلر — التي عيّنها الرئيس السابق جو بايدن عام 2023 — قبل انتهاء ولايتها المقررة في يناير 2026.
ولم تفصح كوغلر عن أسباب الاستقالة، لكن مغادرتها المبكرة تمنح ترامب فرصة لتسمية شخصية تتماشى مع توجهاته الداعية إلى خفض أسعار الفائدة.
ومن بين المرشحين المحتملين للمقعد الشاغر: كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق، وكيفن وارسش، العضو السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقال ترامب تعليقاً على استقالة كوغلر إنه "سعيد جداً" بهذا الشغور، مؤكداً رغبته في تعيين شخصية تدعم سياسته النقدية.
ترامب يواصل ضغوطه على الفيدرالي، إذ يوجه انتقادات متكررة لرئيسه جيروم باول بسبب إبقاء الفائدة دون خفض، ووصل الأمر إلى التلميح بإقالته على خلفية ما يعتبره مشروعاً مكلفاً لتجديد مقر البنك المركزي، قبل أن يتراجع عن هذا التهديد. وتنتهي ولاية باول في مايو 2026.
كوغلر تغيبت عن اجتماعات السياسة النقدية الأخيرة لأسباب شخصية، وكانت قد دافعت منتصف يوليو عن الإبقاء على الفائدة ثابتة لفترة أطول نظراً لضغوط التضخم ومعدلات البطالة المنخفضة.
وفي كتاب استقالتها، وصفت عضويتها في مجلس الحكام بأنها "الشرف الأكبر" في مسيرتها، ومن المتوقع أن تعود للتدريس في جامعة جورجتاون هذا العام.
يأتي هذا في وقت يطالب فيه ترمب بخفض الفائدة بما لا يقل عن نقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية، مشيداً بتصويت اثنين من أعضاء المجلس ضد قرار تثبيت الفائدة للمرة الخامسة على التوالي الأسبوع الماضي، ومعتبراً ذلك مؤشراً على "معارضة قوية ستزداد".
ويرى صانعو السياسة النقدية في الفيدرالي أن تقييم تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على التضخم يحتاج مزيداً من الوقت، ومن المتوقع أن تتضح الصورة بشكل أفضل بعد صدور بيانات الصيف.