ارتفاع إيرادات السياحة في مصر.. دعم مباشر للاقتصاد وتقليل الضغط على الدولار

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والضغوط المستمرة على العملات الأجنبية، تبرز السياحة في مصر كمصدر رئيسي لدعم الاحتياطي النقدي الأجنبي، لا سيما بعد تعافي القطاع من آثار الأزمات الصحية والاقتصادية خلال السنوات الماضية.
وتأتي السياحة إلى جانب الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج في صدارة مصادر النقد الأجنبي لمصر، حيث أسهمت بفاعلية في تخفيف الضغط على العملة الصعبة خلال عامي 2024 و2025، مع استمرار تحسن المؤشرات السياحية وارتفاع أعداد السائحين.
نمو ملحوظ في الإيرادات والليالي السياحية
سجلت الإيرادات السياحية المصرية نحو 15.3 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 14 مليار دولار في عام 2023، بحسب بيانات البنك المركزي المصري. كما ارتفعت الإيرادات في النصف الأول من العام المالي 2024-2025 إلى 8.7 مليار دولار مقابل 7.8 مليار دولار في نفس الفترة من العام المالي السابق.
وشهد عدد الليالي السياحية كذلك نموًا واضحًا، ليصل إلى 93.5 مليون ليلة في الفترة من يوليو حتى ديسمبر 2024، مقارنة بـ 83.2 مليون ليلة خلال نفس الفترة من عام 2023، وهو ما يعكس تعافي حركة السياحة وزيادة مدة الإقامة ومتوسط الإنفاق.
مساهمة مباشرة في توفير العملة الصعبة
تؤكد الأرقام أن كل سائح يمثل مصدرًا مباشرًا للعملة الأجنبية، مع متوسط إنفاق يومي يتراوح بين 100 و120 دولارًا. ويسهم هذا الإنفاق في دعم احتياطي النقد الأجنبي، وتحقيق تدفقات مستمرة للبنوك وشركات الصرافة، ما يعزز قدرة الدولة على تمويل احتياجاتها الاستيرادية.
السياحة تعزز ميزان المدفوعات
تنعكس الإيرادات السياحية بشكل إيجابي على ميزان المدفوعات من خلال تحسين حساب المعاملات الجارية وتقليل العجز التجاري. كما توفر هذه الإيرادات مرونة أكبر للبنك المركزي في إدارة السياسة النقدية، والحفاظ على استقرار سعر الصرف.
استراتيجيات جذب وتنويع المنتجات السياحية
نجحت الحكومة المصرية في فتح أسواق جديدة بالسياحة الوافدة، لا سيما من أوروبا الشرقية وآسيا، إلى جانب أسواق رئيسية مثل روسيا، ألمانيا، السعودية، وإيطاليا. كما توسعت الدولة في أنماط سياحية غير تقليدية مثل:
السياحة البيئية
سياحة المؤتمرات
السياحة العلاجية
مسار العائلة المقدسة
وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى زيادة معدلات الإقامة والإنفاق، وتنويع مصادر الدخل السياحي.
التحديات مستمرة رغم التعافي
ورغم مؤشرات النمو، لا يزال قطاع السياحة يواجه عددًا من التحديات، أبرزها:
التأثر بالاضطرابات الإقليمية أو الأزمات السياسية
الحاجة لتحسين جودة الخدمات الفندقية والسياحية في بعض المناطق
ضعف الترويج في بعض الأسواق المستهدفة
تأخر الاستثمار في مقاصد واعدة مثل الوادي الجديد وسيناء