بوابة بالعربي الإخبارية

قصف غزة بالنووي.. كيف كررت إسرائيل تجربة هيروشيما في القطاع ؟

الأربعاء 6 أغسطس 2025 12:43 مـ 11 صفر 1447 هـ
الدمار في غزة
الدمار في غزة

أحيا آلاف الأشخاص في اليابان وخارجها، الذكرى الثمانين لإلقاء القنبلة الذرية الأمريكية على مدينة هيروشيما، في أغسطس 1945، والتي دمرت المدينة بالكامل وسوتها بالأرض فيما يشبه ما يجري في قطاع غزة، على مدار أكثر من 20 شهرا ماضية وسط دعوات إسرائيلية وأمريكية بقصف غزة بالسلاح النووي.

قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية

وسويت مدينة هيروشيما غرب اليابان بالأرض في 6 أغسطس 1945، عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلة يورانيوم أُطلق عليها اسم "الولد الصغير"، مما أسفر عن مقتل حوالي 78 ألف شخص على الفور.

كانت هيروشيما مقرًا لبعض الوحدات العسكرية وقاعدة إمداد رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد حسب مخططو الحرب الأمريكيون أن الجبال المحيطة ستُركّز قوة القنبلة وتزيد من قوتها التدميرية.

أطلقت "الولد الصغير" موجة من الحرارة وصلت إلى 4000 درجة مئوية وإشعاعات أودت بحياة عشرات الآلاف بحلول نهاية العام. تبع ذلك إلقاء قنبلة بلوتونيوم على ناغازاكي بعد ثلاثة أيام، واستسلام اليابان في 15 أغسطس.

حضر ممثلون عن 120 دولة ومنطقة، وهو رقم قياسي، بما في ذلك القوة النووية العظمى الولايات المتحدة، وإسرائيل، التي لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها أسلحة نووية، الحفل السنوي في حديقة هيروشيما التذكارية للسلام بمناسبة هذا العام التاريخي.

بعد دقيقة صمت في الساعة 8:15 صباحًا، وهو نفس وقت الانفجار، دعا عمدة المدينة كازومي ماتسوي القادة إلى استخلاص العبر من هيروشيما وناجازاكي، وحذّر من عواقب التوجه العالمي نحو الحشد العسكري.

تهديد بقصف غزة بالنووي

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تتكرر دعوات إسرائيلية وأمريكية لقصف غزة بالنووي، من جانب وزراء ومسئولين في تصريحات عنصرية تكشف الوجه القبيح لدولة الاحتلال.

وكان أول تصريح في هذا الشأن هو لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي طالب بضرب غزة بالنووي.

وجاءت تصريحات إلياهو في نوفمبر 2023 ردا على سؤال: "هل ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة؟"، فأجاب الوزير: "هذا أحد الاحتمالات، كما أنني أتمنى عودة الأسرى، لكنّ هناك أثماناً في الحرب، هذه طريقة لفحص ما يخيفهم وما الذي سيخلق الردع".

وكرر الوزير الإسرائيلي دعوته لقصف غزة بالنووي، في يناير 2024 داعيا إلى إسقاط سلاح نووي على قطاع غزة.

ومن تل أبيب إلى واشنطن حيث قارن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، في تصريحات منتصف شهر مايو الماضي.

وقال جراهام "عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور، وقاتلنا الألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناجازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح".

وبعد تصريحات جراهام بأيام قليلة، قال النائب الجمهوري، راندي فاين، في مايو الماضي خلال مقابلة أجراها على قناة فوكس نيوز الأمريكية: "حقيقة الأمر هو أن القضية الفلسطينية هي قضية شريرة.."، وعندما سئل عن محادثات وقف إطلاق النار في غزة الجارية حاليا وإن كانت ستوقف عمليات مثل إطلاق النار وقتل موظفي سفارة إسرائيل بأمريكا، أجاب: "السبيل الوحيد لانهاء الصراع هو الاستسلام التام والشامل لهؤلاء الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي.." على حد تعبيره.

وأضاف فاين: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام النازيين، ولم نتفاوض على استسلام اليابانيين، قصفنا اليابانيين مرتين نوويًا للحصول على استسلام غير مشروط، ويجب أن يكون الأمر نفسه هنا، هناك أمر خاطئ عميق جدا في هذه الثقافة ونحتاج هزيمتها".

قصف غزة بقنبلتين نوويتين

وبعيدا عن الدعوات الإسرائيلية والأمريكية لقصف غزة بالنووي، فإن هذا الأمر يبدو أنه تحقق بالفعل خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن بشكل مختلف بحسب تقرير المرصد الأورومتوسطي.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير نشر في مستهل شهر نوفمبر 2023 إن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين.

وأبرز الأورومتوسطي ومقره جنيف، اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلو جرام من المتفجرات.

ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.