القصة الكاملة لانخراط مرتزقة كولومبيا في حرب السودان

عادت مرة أخرى قضية المرتزقة الكولومبيين لتتصدر عناوين الأخبار المتصلة بالحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث أعلنت مصادر مقتل 40 مرتزقا من كولومبيا في قصف بطائرة مسيرة استهدف طائرة إماراتية بمطار نيالا.
مقتل 40 مرتزقا كولومبيا وتدمير طائرة إماراتية
ففي السادس من أغسطس الجاري، أفادت وكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية أن غارة جوية شنها الجيش السوداني على مطار نيالا في إقليم دارفور أسفرت عن مقتل أكثر من 40 مرتزقًا كولومبيًا وتدمير طائرة إماراتية مشبوهة.
وسائل الإعلام في كولومبيا، مثل جريدة El Paí، أكدت الواقعة وأضافت أن الرئيس بيترو أمر بفتح تحقيق عاجل حول عدد القتلى والعمل على إعادة الجثامين إلى كولومبيا.
مرتزقة كولومبيا في صفوف الدعم السريع
يذكر أنه في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر من العام الماضي 2024، كشفت تقارير – أبرزها من موقع La Silla Vacía – أن حوالي 300 جندي كولومبي سابق تم تجنيدهم للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع في دارفور.
وذكرت تقارير أن أكثر من 20 كولومبيًا لقوا مصرعهم بهجمات بطائرات مسيرة انتحارية.
اعتذار كولومبيا للسودان
الحكومة الكولومبية قدمت اعتذارًا رسميًا والسفيرة آن ميلانيا دي جافيريا أعربت عن صدمتها وأدانت بشدة تورط الكولومبيين، ووصفت الأمر بأنه "غير مسؤول".
في الوقت نفسه، تواصل وزير الخارجية الكولومبي، لويس جيلبرتو موريو، مع نظيره السوداني للمطالبة بإعادة الجثث، وأدان ظاهرة المرتزقة.
الرئيس غوستافو بيترو دعا إلى تشريع يمنع الارتزاق، وشدد على ضرورة تحسين أوضاع العسكريين المتقاعدين لتفادي استغلالهم.
أشارت تصريحات رسمية وتقارير إعلامية إلى فتح تحقيقات في قضايا الاتجار بالبشر والتجنيد غير القانوني عبر شركات أمن خاصة، بعضها مرتبط بالإمارات.
تم اتخاذ خطوات دبلوماسية لتقديم المساعدة القنصلية وبدء إجراءات قانونية لإعادة الجثث.
لكن تحقيقات لاحقة – منها تقارير من La Silla Vacía وموقع HornPulse – كشفت أن عدد المقاتلين الكولومبيين ارتفع مجددًا في أوائل 2025، مع نشر مجموعات جديدة في مناطق مثل الفاشر، بل ووصول بعضهم إلى إقليم بونتلاند في الصومال.
غموض مصير مرتزقة كولومبيا
كشفت تقارير استقصائية وشهادات عائلات عبر مواقع مثل Semana ومنصات كـ Reddit، أن بعض الجنود السابقين لقوا حتفهم في ظروف غامضة.
في إحدى الحالات، توفي مشغّل طائرات مسيرة في حادث وصف بأنه "عرضي"، ولا تزال أسرته تكافح للحصول على معلومات دقيقة أو استعادة الجثمان.