بورصة السعودية بين ضغط الأرباح وضعف السيولة وآمال الصعود

شهدت سوق الأسهم السعودية تماسكاً ملحوظاً في مستهل جلسة اليوم الأحد، مستمرةً في أدائها المستقر نسبياً رغم اقتراب موسم إعلان نتائج الشركات من نهايته. ويأتي هذا التماسك في وقتٍ تشير فيه مؤشرات السوق إلى فتح مراكز شراء جديدة، مدفوعة بانخفاض نسبي في المخاطر وثقة متزايدة من المستثمرين في آفاق الأرباح.
واستهل المؤشر العام للسوق "تاسي" تداولاته على انخفاض طفيف، ليبقى محافظاً على مستوياته فوق عتبة 10900 نقطة، التي كان قد تجاوزها نهاية الأسبوع الماضي. وساهمت أسهم قيادية مثل "أرامكو" و"سابك" في دعم المؤشر، رغم إعلان نتائج أقل من التوقعات.
تفاؤل مدعوم بتصريحات الشركات الكبرى
قال ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول بصحيفة الاقتصادية السعودية، إن تصريحات "أرامكو" و"سابك" بخصوص نتائج الأعمال وآفاق النمو المستقبلي، أعطت دفعة معنوية للمستثمرين وأسهمت في تحفيز عمليات الشراء. وأضاف أن السوق تستهدف مستويات تتراوح بين 11100 و11200 نقطة خلال الأسبوعين إلى الثلاثة المقبلة.
ومن بين أبرز الأسهم النشطة، تراجع سهم "أرامكو" إلى جانب "البنك الأهلي" و"مصرف الإنماء"، في حين صعد سهم "مصرف الراجحي". وحقق سهم شركة "معادن" قفزة ملحوظة في أولى جلسات تداوله بعد إعلان نتائج أعمال قوية للربع الثاني من 2025، حيث ارتفعت أرباح الشركة بنسبة 88% لتصل إلى 1.9 مليار ريال، ما يعكس تنوع محفظة أعمالها بين الذهب والفوسفات والألمنيوم.
وفي مداخلة تليفونية، أشار الخالدي إلى أن هذا التنوع كان له أثر واضح في دعم ربحية "معادن"، في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
"أرامكو": توقعات إيجابية رغم تراجع الأرباح
رغم تسجيل شركة أرامكو تراجعاً بنسبة 22% في أرباح الربع الثاني من 2025، أصدرت منصة "أرقام" توصية بشراء سهم الشركة ورفعت السعر المستهدف إلى 28 ريالاً. وعزا الخالدي هذه التوصية إلى التصريحات الإيجابية الصادرة عن إدارة الشركة، والتي أشارت إلى احتمالية تحسّن الأرباح في الربعين الثالث والرابع إذا استقرت أسعار النفط.
وكان زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين في "أرامكو"، قد صرّح أن "كل 100 ألف برميل إضافي يتم إنتاجها يومياً على مدار عام، تُضيف 4 مليارات ريال إلى صافي الدخل السنوي، استناداً إلى متوسط أسعار النصف الأول من 2025"، ما يعني أن زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً بداية من سبتمبر قد ترفع صافي الدخل السنوي بنحو 40 مليار ريال.
نتائج الشركات.. أداء متباين وتراجع عام
مع اقتراب انتهاء مهلة الإفصاح عن النتائج منتصف الشهر الجاري، أعلنت معظم الشركات المدرجة نتائجها المالية للربع الثاني من العام. ووفقاً للمحلل المالي يوسف يوسف، تراجعت الأرباح المجمعة للشركات بنسبة تقارب 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بعد إعلان 208 شركة عن نتائجها.
وأشار يوسف إلى أن الأداء الأقوى جاء من القطاع البنكي، الذي سجل نمواً بنسبة 17.5%، يليه قطاع الاتصالات بنسبة قريبة. في المقابل، شهدت قطاعات مثل البتروكيماويات والنفط والغاز تراجعاً ملحوظاً، مما أثر سلباً على زخم السوق.
السيولة والاتجاهات الموسمية
أوضح يوسف أيضاً أن السيولة في السوق شهدت تراجعاً كبيراً خلال موسم الإجازات الصيفية، رغم ارتفاع عدد الأسهم المتداولة. وأرجع ذلك إلى توجه المستثمرين نحو الأسهم الصغيرة وذات السيولة المحدودة، تجنباً للمخاطر المرتبطة بالأسهم القيادية في ظل حالة عدم اليقين السائدة.