بوابة بالعربي الإخبارية

السوق السعودي للسيارات يشهد تحولات كبيرة.. تويوتا تتراجع وهيونداي وكيا تقتربان من القمة

الجمعة 22 أغسطس 2025 11:26 صـ 27 صفر 1447 هـ
السيارات الصينية في السوق السعودي
السيارات الصينية في السوق السعودي

تواصل شركتا هيونداي وكيا الكوريتان تعزيز موقعهما في السوق السعودي، مع اقترابهما من انتزاع الصدارة من تويوتا اليابانية، التي لطالما تصدرت مبيعات السيارات في المملكة. فقد سجلت العلامتان الكوريتان حصة سوقية مجمعة بلغت 23% من إجمالي المبيعات في النصف الأول من عام 2025، مقارنةً بنسبة 28% لصالح تويوتا، ما يقلّص الفجوة إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وتوضح بيانات السوق أن الأداء اللافت لطرازات محددة لعب دورًا محوريًا في هذا التقدم، حيث تصدرت هيونداي أكسنت قائمة السيارات الكورية الأكثر مبيعًا في المملكة بـ19,080 وحدة، بينما جاءت كيا بيجاس في المرتبة الأولى بين طرازات كيا بـ15,530 وحدة خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يونيو.

ويُعزى هذا الإقبال إلى مجموعة من العوامل، أبرزها التوازن بين السعر والتجهيزات، إلى جانب تحسّن مستوى الاعتمادية والتقنيات المتقدمة التي توفرها السيارات الكورية.

السيارات الصينية تواصل الزحف نحو السوق السعودي

بالتوازي، تواصل العلامات الصينية توسيع حضورها في سوق السيارات بالمملكة، حيث وصلت حصتها السوقية إلى نحو 12% خلال النصف الأول من 2025، وفقًا لمصادر في قطاع السيارات. ويرجّح خبراء أن هذه النسبة ستشهد مزيدًا من النمو، مدفوعة بمزايا السعر التنافسي والتطور السريع في جودة التصنيع والتقنيات المستخدمة.

استثمارات استراتيجية تعزز قطاع السيارات في السعودية

يأتي هذا التحول في المشهد السوقي تماشيًا مع الخطط الاستراتيجية للمملكة، والتي تضع قطاع السيارات ضمن أولوياتها الاقتصادية. فقد قام صندوق الاستثمارات العامة بتعزيز حضوره في هذا المجال، من خلال امتلاك حصة أغلبية في شركة لوسيد الأمريكية المتخصصة في السيارات الكهربائية، ودعم إنشاء مصنع محلي بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ألف سيارة كهربائية سنويًا.

كما أبرم الصندوق شراكة استراتيجية مع مجموعة هيونداي موتور، يمتلك فيها حصة 70%، لتأسيس منشأة تصنيع في المملكة من المقرر أن تبدأ الإنتاج في الربع الأخير من عام 2026. وتستهدف المنشأة إنتاج 50 ألف وحدة سنويًا من السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى طرازات تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، في خطوة تعكس التزام السعودية بتنمية قطاع التنقل المستدام محليًا.

ولم تُعلن حتى الآن تفاصيل حول الطرازات التي سيشملها التصنيع المحلي، أو ما إذا كان المشروع سيتضمن سيارات من علامتي كيا أو جينيسيس التابعة لمجموعة هيونداي.

ويشير مراقبون إلى أن المنافسة ستشتد في السوق السعودي خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بتنوع الطرازات، وتسارع الاستثمارات، وتحولات سلوك المستهلكين نحو الخيارات التقنية والكهربائية، ما يعيد رسم خريطة المبيعات في واحدة من أهم أسواق السيارات في المنطقة.

هذا الخبر برعاية