بوابة بالعربي الإخبارية

هل يوتيوب يحول الفيديوهات الأصلية إلى محتوى معدل تلقائياً؟.. الذكاء الاصطناعي يفرض نفسه

الإثنين 25 أغسطس 2025 01:36 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
الذكاء الاصطناعي في اليوتيوب
الذكاء الاصطناعي في اليوتيوب

شهدت منصة يوتيوب خلال الأسابيع القليلة الماضية ظاهرة غريبة أثارت قلق المستخدمين ومنشئي المحتوى على حد سواء، حيث لاحظ عدد كبير منهم خضوع فيديوهاتهم لتعديلات تلقائية وتغييرات في المظهر دون أي تدخل أو علم مسبق من أصحابها، وفق تقرير نشرته مجلة "ذا أتلانتيك".

وتزداد صعوبة التمييز بين الفيديوهات والصور الحقيقية وتلك التي يتم إنشاؤها أو تعديلها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع التطورات المستمرة في هذا المجال. وبدأ مستخدمو يوتيوب يلحظون وجود علامات تدل على تدخل آلي في تعديل مقاطع الفيديو، دون أن يصدر لهم أي إشعار أو تنبيه من المنصة.

من أبرز المؤشرات التي لاحظها المشاهدون كانت "الظلال الحادة بشكل غير طبيعي"، و"الحواف الغريبة الحدة"، إلى جانب "مظهر ناعم يشبه البلاستيك"، مما أعطى الفيديوهات شكلاً اصطناعياً يختلف عن النسخة الأصلية.

وأفاد عدد من منشئي المحتوى، مثل الفنان متعدد الوسائط برافو، الذي يعتمد في فيديوهاته على أسلوب الثمانينيات وتقنية VHS المميزة، بأن جودة الفيديوهات تدهورت بفعل الفلتر الجديد الذي يفرضه يوتيوب، مما أدى إلى إضعاف المظهر الجمالي والفني الذي يعتزون به.

كذلك عبر منشئو محتوى آخرون، مثل ريت شول ورياك بيتو اللذين يديران قناتين موسيقيتين شهيرتين، عن مخاوفهم من أن هذه التعديلات قد تؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور في مصداقية أعمالهم، خاصة مع احتمال اعتقاد المشاهدين بأن الفيديوهات تم إنشاؤها أو تعديلها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من قيمتها وأصالتها.

وقد تزايد القلق من ظاهرة "التزييف العميق" أو ما يعرف بـ"الديب فيك"، في ظل القدرة المتطورة على توليد وتعديل المحتوى المرئي بسهولة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يهدد مصداقية المحتوى الرقمي ويثير تساؤلات حول حقوق المبدعين.

من جانبها، ردت شركة غوغل المالكة ليوتيوب على هذه التساؤلات، عبر المتحدثة باسمها أليسون توه، التي أكدت أن المنصة تجري حالياً تجربة محدودة على فيديوهات قصيرة باستخدام تقنيات "تحسين الصور" عبر التعلم الآلي التقليدي، بهدف زيادة وضوح المحتوى، وأن هذه التقنيات لا تعتمد على "الذكاء الاصطناعي التوليدي" بشكل مباشر. إلا أن هذا التوضيح اعتبره بعض الخبراء غامضاً وغير دقيق، حيث يمكن أن يشمل مصطلح "تحسين الصور" مجموعة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويُعتقد أن هذه التقنيات تعمل على إزالة التشويش والضوضاء من الفيديوهات، وتوضيح الحواف، ومنح الصور نسيجاً أكثر نعومة، وهو ما يتطابق مع الأساليب المستخدمة في برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعتمد على نماذج انتشار الصور.