بوابة بالعربي الإخبارية

أسعار النفط تستقر وسط توتر تجاري بين واشنطن ونيودلهي بسبب الخام الروسي

الأربعاء 27 أغسطس 2025 08:57 صـ 3 ربيع أول 1447 هـ
النفط
النفط

استقرت أسعار النفط العالمية، اليوم الأربعاء، بعد تراجعها في الجلسة السابقة، مع ترقّب الأسواق لتداعيات التوتر التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، في أعقاب قرار واشنطن بفرض رسوم جمركية إضافية على الصادرات الهندية.

وتبدأ الولايات المتحدة، اعتباراً من الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي (04:01 بتوقيت غرينيتش)، تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على عدد من السلع الهندية، ليصل إجمالي الرسوم إلى 50%، في واحدة من أعلى النسب التي تفرضها واشنطن على الشركاء التجاريين. وتبرر الإدارة الأميركية هذه الخطوة بمواصلة الهند شراء النفط الروسي بأسعار منخفضة، رغم العقوبات المفروضة على موسكو منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن ارتفاع الرسوم يأتي كرد مباشر على توسع الهند في استيراد الخام الروسي، الذي أصبح أرخص بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، ما أتاح لها بيع شحناتها بخصومات لجذب المشترين.

وفي تعاملات صباح اليوم، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت بشكل طفيف بمقدار سنتين إلى 67.24 دولار للبرميل، بينما حافظ خام غرب تكساس الوسيط على استقراره عند 63.25 دولار. وكان كلا الخامين قد سجّلا خسائر بأكثر من 2% في جلسة الثلاثاء، بعد أن بدءا الأسبوع عند أعلى مستوياتهما في نحو أسبوعين.

وفي مذكرة صادرة اليوم، أشار دانيال هاينز، كبير محللي السلع في بنك "إيه إن زد"، إلى أن قلق المستثمرين لا يزال قائماً، في ظل حالة الغموض التي تفرضها الرسوم الأميركية الإضافية على تدفقات الخام إلى الهند.

وكانت شركات التكرير الهندية قد خفّضت مشترياتها من النفط الروسي عقب إعلان التعريفات الأميركية، بالإضافة إلى تشديد العقوبات الأوروبية على مصفاة "نايارا إنرجي" التي تحظى بدعم روسي. لكن، وبحسب مصادر مطلعة، فقد عادت شركتا "إنديان أويل" و"بهارات بتروليوم"، المملوكتان للدولة، إلى شراء الخام الروسي لشهري سبتمبر وأكتوبر، في إشارة إلى استمرار الاعتماد على الإمدادات الروسية رغم الضغوط الغربية. وأكدت "إنديان أويل"، وهي أكبر شركة تكرير في البلاد، أنها ستواصل شراء الخام الروسي بما يتوافق مع تطورات السوق.

هذا الواقع دفع بعض المحللين للتشكيك في مدى فعالية الرسوم الأميركية في كبح واردات النفط الروسي إلى الهند. وقال وارن باترسون، رئيس أبحاث السلع في بنك "آي إن جي"، إن الرسوم لم تُثنِ الهند عن مواصلة مشترياتها، مشيراً إلى أن السوق سيراقب عن كثب التدفقات المستقبلية لتقييم الأثر الفعلي للإجراءات الأميركية.

في سياق متصل، تستمر الحرب في أوكرانيا في التأثير على توازنات سوق النفط العالمية. فقد أدت سلسلة من الهجمات الجوية الأوكرانية بطائرات مسيّرة على المصافي الروسية إلى تقليص عمليات المعالجة، ما أجبر موسكو على زيادة صادرات النفط الخام غير المعالج. ووفقاً لمصادر مطلعة، أجرت روسيا تعديلاً على خطط تصدير الخام من موانئها الغربية، بخفض يبلغ نحو 200 ألف برميل يومياً خلال أغسطس، مقارنة بالجدول الأصلي، في أعقاب تلك الهجمات.