الذهب يواصل الصعود مع تصاعد الجدل حول مستقبل الاحتياطي الفيدرالي

ارتفع سعر الذهب خلال تعاملات اليوم السبت، في ظل تقييم الأسواق لتأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية وتصاعد الجدل السياسي بشأن مستقبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، بالتزامن مع محاولة غير مسبوقة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإقالة عضو مجلس محافظي البنك المركزي، ليزا كوك.
وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن عقد جلسة استماع طارئة للنظر في مدى قانونية استمرار كوك في منصبها، وسط مطالبات من فريق ترامب بوقفها عن ممارسة مهامها. وتُعد هذه الخطوة سابقة في تاريخ الاحتياطي الفيدرالي، ما أثار تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي، وهي ركيزة أساسية في إدارة السياسة النقدية الأمريكية وتحديد مسارات التضخم والنمو الاقتصادي.
ويأتي ذلك في وقت ترتفع فيه أسعار الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية، خصوصًا مع تجدد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
وقال فرانك مونكام، رئيس قسم التداول الكلي في شركة "بوفالو بايو كومودتيز"، إن "الاضطرابات الجيوسياسية والتشكيك في استقلالية المؤسسات النقدية، تدفع المزيد من التدفقات الاستثمارية نحو الذهب"، مضيفًا أن التوقعات بزيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر خلال شهر سبتمبر عززت من قوة السوق.
وسجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 3446.27 دولارًا للأونصة، مقتربًا من أعلى مستوى تاريخي سجله في أبريل الماضي عند 3500.10 دولار.
في السياق نفسه، أظهرت بيانات اقتصادية حديثة استمرار التضخم في الولايات المتحدة بمعدلات مرتفعة، حيث بقي المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس الأسعار أعلى من النطاق المستهدف. ورغم ذلك، ارتفع إنفاق المستهلكين الأمريكيين في يوليو الماضي بأسرع وتيرة له منذ أربعة أشهر، في إشارة إلى قوة الطلب المحلي، وهو ما يعزز التوقعات بخفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل.