بوابة بالعربي الإخبارية

تباين في أسواق الأسهم الآسيوية وسط قلق من توجهات السياسة النقدية

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 09:42 صـ 9 ربيع أول 1447 هـ
أسواق المال الآسيوية
أسواق المال الآسيوية

شهدت أسواق المال الآسيوية تبايناً في أدائها يوم الثلاثاء، بينما قفز الذهب إلى مستوى غير مسبوق، مع ترقب المستثمرين لقرار محتمل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في وقت قريب.

ففي اليابان وكوريا الجنوبية، ارتفعت المؤشرات لتعويض خسائر الجلسة السابقة، في حين تراجعت الأسواق في الصين وهونغ كونغ.

أما أسعار النفط فارتفعت بشكل طفيف بانتظار اجتماع "أوبك+" المقرر عقده نهاية الأسبوع.

وعلى صعيد العملات، انخفض الين الياباني 0.3% أمام الدولار عقب خطاب نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو الذي لم يكشف عن توجهات واضحة للسياسة النقدية المقبلة.

الذهب بدوره خطف الأضواء، بعدما اخترق حاجز 3500 دولار للأونصة قبل أن يتراجع قليلاً عن مكاسبه. وفي أسواق السندات الأميركية، ازداد انحدار منحنى العوائد مع عودة التداولات بعد عطلة عيد العمال؛ حيث ارتفع العائد على السندات لأجل عامين إلى 3.63%، بينما صعد العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.25%. وفي اليابان، تحركت العقود الآجلة للسندات الحكومية صعوداً قبيل مزاد مرتقب.

هذا الزخم يتزامن مع فترة مفصلية للأسواق الأمريكية، بعد عمليات بيع طالت أسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي. ويترقب المستثمرون صدور بيانات حاسمة تشمل تقرير الوظائف والتضخم، إضافة إلى قرار الفيدرالي خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

ويزداد القلق أيضاً من تصاعد التوترات التجارية وانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يثير تساؤلات حول استقلاليته.

وقال كازوهيرو ساساكي، رئيس الأبحاث في شركة "Phillip Securities Japan"، إن التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية دفعت الأموال للتحرك من الدولار نحو أسواق أخرى، مشيراً إلى أن القطاعات الحساسة للفائدة مثل العقارات والأسهم الدورية قد تستفيد بشكل خاص.

الذهب ظل محور الاهتمام، إذ يعزز موقعه كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، لاسيما مع تصاعد الخلافات التجارية العالمية التي يقودها ترمب. ويعتبر المستوى القياسي الجديد للذهب عند 3500 دولار انعكاساً مباشرًا لهذه المخاوف إلى جانب الرهانات المتزايدة على تيسير السياسة النقدية الأميركية.

في الوقت نفسه، استقر مؤشر تقلبات بورصة شيكاغو (VIX) عند 16.12 نقطة، قريباً من أدنى مستوياته هذا العام، ما دفع بعض المحللين للتحذير من الإفراط في الرهانات على استمرار انخفاض التقلب.

وقال جيف جاكوبسون من "22V Research" إن الأسواق تبدو وكأنها وصلت إلى "قاع في مؤشرات التقلب"، وهو ما يستدعي الحذر.

وتتصاعد أهمية الأسبوعين المقبلين مع صدور بيانات التوظيف يوم الجمعة، يعقبها تقرير أسعار المستهلكين في 11 سبتمبر، ثم قرار الفيدرالي في 17 سبتمبر، حيث تُظهر عقود المقايضة احتمالية تقارب 90% لخفض أسعار الفائدة.

وأوضح بيتر سيدوروف من "دويتشه بنك" أن تأجيل خفض الفائدة يبدو مستبعداً، لكن حجم التيسير الذي تتوقعه الأسواق حتى عام 2026 يعيد إلى الأذهان مستويات لم نشهدها منذ عقود.

وفي سياق منفصل، أشار ترمب إلى أن الهند أبدت استعداداً لخفض رسومها الجمركية، بعد أيام من فرض واشنطن رسوماً عقابية بنسبة 50% على وارداتها من النفط الروسي.

أما في إندونيسيا، فقد ارتفعت الأسهم بدعم من تعهد وزير المالية باتباع سياسات مالية أكثر انفتاحاً، وهو ما اعتبره المستثمرون خطوة لتهدئة المشهد السياسي.