بوابة بالعربي الإخبارية

من الهدايا إلى الألعاب والتوظيف.. الاستدامة ترسم ملامح السوق السعودي الجديد

السبت 20 سبتمبر 2025 07:19 مـ 27 ربيع أول 1447 هـ
هدايا الشركات
هدايا الشركات

تشهد سوق الهدايا المستدامة في السعودية تطورًا متسارعًا، في ظل توجه متزايد نحو تبني مفاهيم الاستدامة والمنتجات الصديقة للبيئة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأكدت نمراتا، إحدى المختصات المشاركات في معرض الهدايا المنعقد ضمن فعاليات "أورجاتيك ورك سبيس" بالرياض، أن السوق بات يمثل محورًا واعدًا للنمو، مشيرة إلى أن الفارق في الأسعار بين الهدايا التقليدية والمستدامة يعود إلى الإنتاج المحدود والجودة العالية.

وعي متزايد بالمسؤولية البيئية

أوضحت نمراتا أن الشركات باتت أكثر استعدادًا لتحمل التكلفة الإضافية للحصول على منتجات مستدامة حقيقية، بعيدًا عن الشعارات الترويجية. وأضافت أن التشريعات المحلية تسهم بدور كبير في دعم هذا التحول، من خلال تشجيع إعادة الاستخدام وتقليص الاعتماد على المنتجات أحادية الاستخدام، ما يفتح المجال أمام فرص استثمار محلية وخلق وظائف جديدة، ويعزز من مكونات الاقتصاد الدائري في المملكة.

سوق الهدايا.. تخصص ونمو

تُعد هدايا الشركات سوقًا متخصصة، تضم مجموعة واسعة من المنتجات الترويجية التي تُستخدم لتعزيز العلاقات مع العملاء والموظفين والشركاء. وتشمل هذه المنتجات ملابس، إكسسوارات، أدوات مكتبية، أجهزة تقنية، ومنتجات نمط الحياة، وغالبًا ما تكون مخصصة وتحمل الهوية البصرية للعلامة التجارية.

وجاء هذا التركيز بالتزامن مع انعقاد فعاليات "أورجاتيك ورك سبيس" بالرياض، الذي جمع تحت مظلته عددًا من المعارض المتخصصة، منها معرض الألعاب، ومعرض القرطاسية، ومعرض الهدايا والأدوات المنزلية، بمشاركة أكثر من 250 جهة عارضة محلية ودولية.

الألعاب التقليدية والإلكترونية.. سوق في نمو متوازن

في سياق موازٍ، تحدث رياد عواد، رئيس محاضرات شركة ساماكو السعودية للألعاب، عن نمو سوق الألعاب في السعودية، مشيرًا إلى أن حجم السوق خلال عام 2024 تراوح بين 540 و638 مليون دولار، مدفوعًا بالطلب المحلي وازدهار التجارة الإلكترونية.

وأشار عواد إلى أن السوق يشهد توازناً في الإنفاق بين الألعاب الإلكترونية والتقليدية بنسبة 50% لكل منهما، مع معدل نمو سنوي يُقدّر بنحو 20%. كما كشف عن توجهات لتطوير تصنيع الألعاب محليًا رغم أن هذه الجهود لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تحمل إمكانات واعدة لتعزيز الصناعة المحلية وتقديم خيارات نوعية للمستهلك.

التوطين والتدريب.. ركائز التنمية البشرية

من جانبه، شدد يحيى حسن أبو النجا، مدير التدريب والتطوير في شركة سينومي ريتيل، على أن الاستثمار في برامج التدريب يعد أداة محورية لتعزيز التوطين ورفع كفاءة الموظفين، مؤكدًا أن هذه البرامج تسهم في تقليل معدل تسرب الكوادر البشرية، وتخفض التكاليف التشغيلية.

وأشار أبو النجا إلى أن الشركة نجحت في تحقيق توطين كامل في قطاع الأزياء، بينما ارتفعت نسبة التوطين في قطاع المقاهي والمطاعم من 15% إلى 30% خلال فترة قصيرة.

وأكد أن تحسين جودة الخدمة من خلال تدريب الموظفين يعزز من رضا العملاء، ويعكس مفهوم الاستدامة بشكل أشمل، لا يقتصر على المنتجات فحسب، بل يمتد إلى التنمية البشرية والنمو الاقتصادي المستدام.