• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

كشفت شركة بي.بي البريطانية، إحدى أكبر شركات النفط في العالم، عن توقعات محدثة لقطاع الطاقة، رجّحت خلالها استمرار نمو الطلب العالمي على النفط حتى عام 2030، مشيرة إلى أن تباطؤ وتيرة التحول في كفاءة الطاقة وجهود الحد من الانبعاثات الكربونية يعوق التقدم نحو أهداف المناخ العالمية.

سيناريوهان لمستقبل الطاقة حتى 2050

يتضمن التقرير السنوي الذي تصدره الشركة تحت عنوان "توقعات الطاقة حتى 2050" سيناريوهين رئيسيين:

"المسار الحالي" (New Momentum): يستند إلى السياسات والتعهدات الحالية المطبقة عالميًا.

"أقل من درجتين مئويتين" (Net Zero / Accelerated): يعكس المسار المطلوب لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، والتي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية لأقل من درجتين مئويتين مقارنة بالعصر الصناعي.

الطلب على النفط قد يبلغ الذروة في 2030

بحسب تصور "المسار الحالي"، تتوقع بي.بي أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 103.4 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، وهو أعلى من التقديرات السابقة التي توقعت الذروة بحلول 2025. ويُعزى هذا التعديل إلى تباطؤ التقدم في كفاءة الطاقة حول العالم.

لكن في المدى الأطول، يتوقع التقرير أن يتراجع الطلب إلى 83 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050 ضمن نفس السيناريو، نتيجة عوامل مثل التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والتوسع في وسائل النقل الكهربائية.

وفي حال استمر ضعف التقدم في كفاءة الطاقة، فقد يرتفع الطلب إلى 106 ملايين برميل يوميًا بحلول 2035، ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

سيناريو التحول المناخي.. انخفاض حاد في الطلب بحلول 2050

أما في سيناريو "أقل من درجتين مئويتين"، فتتوقع بي.بي أن يبلغ الطلب على النفط ذروته خلال العام الجاري (2025) عند 102.2 مليون برميل يوميًا، قبل أن يتراجع بشكل حاد إلى 33.8 مليون برميل يوميًا فقط بحلول عام 2050، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة تقارب 90% مقارنة بمستويات عام 2023.

وتُنتج الانبعاثات الكربونية المرتبطة بهذا السيناريو بشكل رئيسي من حرق الوقود الأحفوري (النفط، الغاز الطبيعي، والفحم)، وتعد من العوامل الأساسية في تفاقم أزمة التغير المناخي.

بي.بي تعدل تقديراتها بفعل تباطؤ الجهود المناخية

يُذكر أن تقرير العام الماضي من بي.بي كان قد توقع ذروة الطلب على النفط في 2025 عند مستوى 102 مليون برميل يوميًا. لكن تأخر تنفيذ السياسات المناخية الفعالة على مستوى العالم أجبر الشركة على تعديل توقعاتها في ظل استمرار الدول النامية والمتقدمة في الاعتماد على النفط والغاز كمصادر رئيسية للطاقة.