بوابة بالعربي الإخبارية

رحلة استثمارية من «جيه بي مورجان» تكشف ملامح مشهد الطاقة الجديد بالسعودية

الإثنين 29 سبتمبر 2025 09:05 صـ 6 ربيع آخر 1447 هـ
جيه بي مورغان تشيس آند كو
جيه بي مورغان تشيس آند كو

تستعد شركة «جيه بي مورجان تشيس آند كو» لتنظيم رحلة استثمارية إلى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، تهدف من خلالها إلى تعريف عملائها على التحولات الجارية في قطاع الطاقة الخليجي، في ظل تزايد الاهتمام العالمي بخطط المنطقة للانتقال بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط والغاز.

وقالت هانا لي، رئيسة أبحاث الاستثمار المستدام في «جيه بي مورغان سيكيوريتيز»، إن «القصة هنا جذابة للغاية»، موضحة أن الفرص الاستثمارية تشمل التحول في إنتاج الكهرباء محلياً وإمكانات تصدير الطاقة النظيفة مستقبلاً. وأضافت أن الرحلة ستضم عملاء يركزون على الأسواق الناشئة وآسيا، بهدف رفع الوعي بالتحولات الكبرى في مجال الطاقة.

ورغم أن الشرق الأوسط ما زال يشكل معقلاً لإنتاج نحو 30% من النفط العالمي، ترى لي أن انطلاقه من قاعدة متواضعة في مجال الطاقة النظيفة يعزز فرص المستثمرين في تحقيق عوائد مجزية من الدخول المبكر، مؤكدة أن فريق المحللين المتخصصين يتابع عن كثب التطورات في الطاقة المتجددة والتقنيات المرتبطة بها مثل البطاريات والمحولات الكهربائية.

تسارع في الاستثمارات الخضراء

أشارت «جيه بي مورغان» إلى أن زخم مشاريع الطاقة المتجددة في الخليج تعزز منذ استضافة دبي مؤتمر المناخ «COP28» عام 2023، إذ يُتوقع أن تصل استثمارات المنطقة هذا العام إلى نحو 10 مليارات دولار في مشاريع الطاقة المتجددة والنووية، رغم أنها لا تزال أقل من عُشر ما يُنفق على النفط والغاز، وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة.

كما تتوقع الوكالة نمو القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عشرة أضعاف خلال العقد المقبل.

وتبرز السعودية في هذا المجال عبر استهدافها تركيب 130 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما يجعل نصف إنتاجها الكهربائي من مصادر نظيفة، بينما تخطط أبوظبي للوصول إلى 60% من الكهرباء عبر المصادر المتجددة والنووية بحلول 2035.

لكن التقارير تشير إلى فجوة في التنفيذ؛ إذ تتوقع بيانات «Kpler» أن لا يتجاوز ما يتحقق في السعودية 11.6 غيغاواط فقط بحلول 2030.

تقلبات الأسواق وتحديات التمويل

ورغم الطموحات، لم تعكس أسواق الأسهم بعد هذا التوجه؛ فقد هبطت أسهم «أكوا باور» السعودية بنحو 50% منذ بداية العام، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ«أرامكو» بنسبة 13% مع انخفاض أسعار النفط، وهو ما انعكس سلباً على مؤشر السوق السعودي بتراجع قدره 6%. في المقابل، ارتفع مؤشر دبي الرئيسي بنسبة 12% مدفوعاً بمكاسب «الاتحاد العقارية».

وتشهد المنطقة تدفقاً واسعاً لرؤوس الأموال، من صناديق التحوط وشركات الاستثمار المباشر إلى المستثمرين الأثرياء، بفضل بيئة ضريبية مرنة وتشريعات مشجعة، إضافة إلى تنامي الاستثمارات في مراكز البيانات، مثل الصفقة التي موّلها جهاز قطر للاستثمار بقيمة 3 مليارات دولار.

شراكات آسيوية ومزايا تنافسية

وترى لي أن الخليج سيستفيد من تعميق شراكاته مع الصين، أكبر اقتصاد في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، والتي عززت استثماراتها الخارجية بإطلاق أكثر من 360 مشروعاً منذ عام 2022.

وضمن هذا التوجه، شارك صندوق طريق الحرير وشركات صينية عدة في توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات مع السعودية لدعم أهدافها في إطار «رؤية 2030».

وبحسب تقديرات «ريستاد إنرجي»، ساعدت وفرة أشعة الشمس في المملكة وإمكاناتها المالية الكبيرة على جعلها من بين أقل دول العالم في تكلفة إنتاج الكهرباء وفق حساب «تكلفة الكهرباء الموزونة» (LCOE).

واختتمت لي قائلة: «الاتجاه واضح للغاية، وهو ينسجم مع تعاظم الروابط التجارية والاستثمارية بين بلدان الجنوب خلال السنوات الأخيرة».

هذا الخبر برعاية