العقارات الصناعية السعودية.. طفرة إيجارية تعكس قوة التحول الاقتصادي
شهدت أسواق العقارات الصناعية والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الإيجارات خلال الربع الثاني من العام الجاري، مدفوعة بالطلب المتنامي والتحسينات المستمرة في البنية التحتية.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة جيه إل إل للاستشارات والاستثمارات العقارية، ارتفعت أسعار الإيجارات في الرياض بنسبة 9.3%، وفي جدة بنسبة 4.5% على أساس سنوي، وهو ما يعكس تصاعد الاهتمام بالسوق الصناعية.
الرياض تتصدر النمو بدعم التنويع الاقتصادي
أظهرت العاصمة الرياض معدلات نمو قوية في أسعار إيجارات المستودعات عبر جميع الأسواق الفرعية، حيث تراوحت الزيادة ما بين 4.7% و25% خلال الفترة ذاتها، في ظل استفادتها من المبادرات الحكومية الرامية إلى تعزيز التنويع الاقتصادي.
وجاءت مدينة البوابة الصناعية في الصدارة بسعر إيجار 300 ريال للمتر المربع سنوياً محققة نمواً نسبته 5.3%، تلتها منطقة ثروات لوجستيك بسعر 285 ريالاً للمتر المربع.
كما برزت منطقة طيبة كأعلى أداء في العاصمة بنمو سنوي بلغ 25%، بينما سجلت مدينة الفوزان الصناعية نمواً نسبته 17.8%.
وأكد التقرير أن الرياض تواصل ترسيخ مكانتها كمركز صناعي إقليمي، إذ سجلت زيادات مطردة في أسعار الإيجارات عبر مختلف الأسواق الفرعية خلال الربع الثاني من العام الجاري.
جدة.. ميناء استراتيجي يقود السوق
في جدة، احتل ميناء جدة الإسلامي الصدارة كأفضل موقع صناعي متميز على مستوى المملكة، حيث وصل متوسط أسعار الإيجارات فيه إلى 450 ريالاً للمتر المربع سنوياً، بزيادة قدرها 7.1%، متفوقاً على أعلى المعدلات في كل من الرياض والدمام، ما يعزز مكانته الإستراتيجية في التجارة والعمليات اللوجستية.
ورغم ارتفاع أسعار الإيجارات في مختلف الأسواق الفرعية بجدة، إلا أن معدلات النمو جاءت أقل مقارنة بالرياض. فقد سجلت منطقة السروات نمواً سنوياً بنسبة 8.3%، تلتها منطقة النخيل بنمو بلغ 8%.
الدمام.. أداء استثنائي في بعض المناطق
أما في الدمام، فقد حققت منطقة الخالدية الشمالية أعلى أسعار للإيجارات بواقع 235 ريالاً للمتر المربع سنوياً، مسجلة نمواً سنوياً بنسبة 9%.
في المقابل، برزت منطقة إندوس كوم بأداء استثنائي حيث ارتفعت أسعار الإيجارات فيها بنسبة 32%، وهو أعلى معدل نمو تم تسجيله على مستوى السوق خلال الربع الثاني.
كما شهدت المناطق الواقعة على طريق الملك عبدالعزيز زخماً لافتاً، محققة نمواً بنسبة 20% رغم أن متوسط أسعار الإيجارات فيها يعد الأدنى في السوق عند مستوى 180 ريالاً للمتر المربع، ما يعكس قوة الطلب عبر مختلف الفئات السعرية.
سوق متباينة.. وانخفاض في منطقة التعاون
ورغم الأداء الإيجابي في أغلب المناطق الصناعية الكبرى، سجلت منطقة التعاون تراجعاً في أسعار الإيجارات بنسبة 6.3%، لتكون السوق الفرعية الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في الأسعار.
رؤية الخبراء
علق تيمور خان، مدير قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى "جيه إل إل"، قائلاً:
"إن النمو الملحوظ في أسعار الإيجارات يعكس بوضوح أثر التنمية الصناعية المتواصلة والتحسينات في البنية التحتية اللوجستية، الأمر الذي يعزز من جاذبية السوق ويواكب أهداف التحول الاقتصادي في المملكة".
وأضاف أن الأسواق الفرعية القريبة من ممرات النقل الرئيسية والمناطق الإستراتيجية ستواصل تقديم أداء قوي خلال الفترة المقبلة، مع استمرار تركيز المستأجرين على المرافق الحديثة والمواقع ذات القيمة المضافة.
