أسطول الصمود بين الأمواج والرصاص.. قوات الاحتلال تقتحم السفن وتحتجز المئات

تتواصل تداعيات أزمة أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، بعد أن أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن القوات البحرية التابعة لجيش الاحتلال سيطرت على أكثر من 40 سفينة من أصل 44 كانت تشارك في الرحلة البحرية الهادفة إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.
ويضم الأسطول 496 ناشطًا من 47 دولة، تصدرت تركيا قائمة المشاركين بـ56 ناشطًا، تليها إسبانيا بـ49، ثم إيطاليا بـ48، وفرنسا بـ33، وتونس بـ28، وماليزيا بـ27، واليونان بـ26، والولايات المتحدة بـ22، إلى جانب مشاركات من ألمانيا وسويسرا والجزائر وأيرلندا والمملكة المتحدة والبرازيل وهولندا والسويد والمغرب وجنوب أفريقيا والمكسيك والنرويج وفنلندا ودول أخرى.
في المقابل، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المئات من النشطاء الذين تم احتجازهم على متن السفن يجري نقلهم إلى ميناء أسدود، تمهيدًا إما للترحيل الطوعي أو الخضوع لإجراءات قضائية قد تنتهي بترحيل قسري إلى بلدانهم.
اقتحامات ومواجهات على متن السفن
وأكد شهود عيان من داخل الأسطول أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت سفينة "فلوريدا – أنس الشريف" في أثناء إبحارها إلى ساحل قطاع غزة، حيث قامت بتعطيل الكاميرات لمنع التوثيق، إلا أن أحد النشطاء تمكن من تصوير لحظة الاقتحام.
كما أشار المنظمون إلى أن البحرية الإسرائيلية اعترضت أيضًا سفينة "أوكسجين" وعددًا آخر من القوارب في المياه الدولية، معتبرين أن هذه العملية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
إدانات دولية وتحركات دبلوماسية
أثار اعتراض الأسطول ردود فعل دولية واسعة. فقد أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أنها تراقب عن كثب وضع مواطنيها المشاركين في الأسطول، مؤكدة استعدادها لتوفير الحماية الدبلوماسية والقنصلية لهم، كما استدعت القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد للاحتجاج.
أما الخارجية الأسترالية فأكدت تواصلها مع السلطات الإسرائيلية استعدادًا لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها المشاركين.
في حين أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن "قلقها العميق" إزاء الخطوة الإسرائيلية، وأعلنت أنها تتواصل مع عائلات المشاركين البريطانيين.
من جانبها، أدانت البرازيل على لسان وزير خارجيتها ماورو فييرا ما وصفته بـ"العمل العسكري غير المشروع" الذي ينتهك حقوق النشطاء السلميين، مشيرة إلى وجود 15 برازيليًا ضمن المشاركين.
موقف إسرائيلي رسمي
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أعلنت تل أبيب بدء إجراءات ترحيل نشطاء الأسطول إلى أوروبا، مؤكدة استمرار السيطرة الأمنية على بقية السفن حتى إنهاء العملية بشكل كامل.
حماس: قرصنة وإرهاب
من جانبها، أدانت حركة حماس اعتراض الأسطول واعتقال النشطاء، ووصفت العملية بأنها "قرصنة وإرهاب منظم"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لن تزيد إلا من غضب شعوب العالم تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
كولومبيا تتخذ خطوات تصعيدية ضد إسرائيل
وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، طرد جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في بلاده، ردًا على اعتراض السفن واحتجاز امرأتين كولومبيتين في المياه الدولية.
وقال بيترو إن حكومته تطالب إسرائيل بالإفراج الفوري عنهما، مشددًا على رفض أي اعتداء على سلامة المواطنين الكولومبيين في الخارج، كما أعلن إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل بشكل فوري.
ويأتي هذا القرار بعد أن كانت كولومبيا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في وقت سابق، على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، ليبقى في البلاد 40 موظفًا قنصليًا فقط، بينهم 4 دبلوماسيين إسرائيليين.
الأزمة مرشحة للتصعيد
مع تزايد الإدانات الدولية وتطور المواقف الدبلوماسية، يبدو أن أزمة أسطول الصمود العالمي مرشحة لمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار احتجاز مئات النشطاء من جنسيات مختلفة، وتزايد الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.