بوابة بالعربي الإخبارية

فيضان نهر النيل.. كيف أثرت سياسات سد النهضة على الأمن المائي في المنطقة؟

الجمعة 3 أكتوبر 2025 02:26 مـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
فيضان نهر النيل
فيضان نهر النيل

في ظل تحذيرات مصر المستمرة من التصرفات الأحادية الجانب لإثيوبيا في ملف سد النهضة، تزداد المخاوف من تأثيرات فيضان نهر النيل المتوقع خلال شهر أكتوبر الجاري، خاصة مع الفيضانات العارمة التي اجتاحت السودان مؤخراً، والتي تهدد مناطق واسعة في مصر.


مدبولي: الحكومة تضع خطة استباقية للتعامل مع فيضان نهر النيل

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة المصرية أعدت خططاً استباقية للتعامل مع تداعيات فيضان نهر النيل، مشيراً خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى أن التصريف المائي المتوقع خلال الفترة القادمة سيتجاوز المعدلات المتوسطة المعتادة. وأوضح مدبولي أن هذا قد يؤدي إلى غمر بعض الأراضي المجاورة للنهر، لا سيما في محافظتي المنوفية والبحيرة.

وشدد رئيس الوزراء على أهمية الحفاظ على أراضي طرح النهر التي تشهد تعديات من قبل بعض المواطنين من خلال إقامة زراعات موسمية أو مساكن غير قانونية، مشيراً إلى أن هذه الأراضي تمثل جزءاً لا يتجزأ من مجرى النهر ويجب التعامل معها وفق القوانين المنظمة للحفاظ على سلامة النظام المائي.

هيئة الاستعلامات: استمرار تدفق مياه نهر النيل باتجاه السد العالي في أسوان

وفي ذات السياق، أصدرت هيئة الاستعلامات المصرية بيانات أكدت استمرار تدفق مياه نهر النيل باتجاه السد العالي في أسوان، حيث استطاع السد حتى الآن حجز 15 مليار متر مكعب من المياه، مع استمرار التدفقات من الجنوب. ووصفت الهيئة السد العالي بأنه "حصن من حصون الأمان" لحماية مصر من فيضانات النيل، وتنظيم الدورة الزراعية وإنتاج الكهرباء.

وكشف مسؤول حكومي أن السد العالي في أسوان زاد من إنتاج الكهرباء ليصل إلى 100% من طاقته القصوى، مدعوماً بزيادة كمية المياه الواردة من السودان، حيث بلغ إنتاج الكهرباء 2100 ميغاواط، وهو أعلى مستوى منذ العام الماضي. وأشار المسؤول إلى أن هذه الزيادة تعكس الخطة الحكومية لتعزيز القدرة التوليدية للسد إلى 2400 ميغاواط.

شراقي ينفي فتح مفيض توشكى

من جانبه، نفى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول فتح مفيض توشكى حتى الآن، موضحاً أن هذا المفيض هو منخفض طبيعي غرب بحيرة ناصر، يستخدم لتصريف المياه الزائدة خلف السد فقط في حالات الطوارئ.

وأكد شراقي أن السد العالي يستقبل الفيضانات القادمة من السودان وسد النهضة الإثيوبي بكفاءة عالية، ويتم تمرير المياه عبر التوربينات للاستخدامات اليومية المختلفة. وأضاف أن الاستعدادات السنوية لاستقبال الفيضان تبدأ مع بداية السنة المائية في أغسطس من كل عام، إلا أن هذا العام شهد تأخراً بسبب احتجاز إثيوبيا للمياه في سد النهضة حتى امتلاء بحيرته.

وأوضح أن الفيضان بدأ فعلياً في الوصول منذ بداية سبتمبر بعد فتح السدود السودانية لأكبر بواباتها، تلاها فتح سد النهضة في 9 سبتمبر. ولفت إلى أن إثيوبيا اضطرت مؤخراً لفتح أربع بوابات طوارئ لتصريف المياه الزائدة نتيجة امتلاء بحيرة السد، ما تسبب في تراكم المياه وارتفاع مناسيب النيل الأزرق والنيل الرئيسي وسد الروصيرص في السودان.

وأشار شراقي إلى أن إثيوبيا كانت مسؤولة عن الفيضانات الأخيرة في السودان، حيث وصلت كميات المياه المصروفة إلى 750 مليون متر مكعب يومياً، رغم أن معدل الأمطار الطبيعي في النيل الأزرق عند سد النهضة يبلغ حوالي 300 مليون متر مكعب فقط.

عبدالعاطي: فيضان السودان بسبب غياب التنسيق مع إثيوبيا حول سد النهضة

بدوره، أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن الفيضانات المروعة في السودان جاءت نتيجة عدم التنسيق مع إثيوبيا حول سد النهضة، متّهماً أديس أبابا بانتهاك القانون الدولي بشكل صارخ. وأوضح أن المفاوضات مع إثيوبيا وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر يكمن في احتمال حدوث جفاف ممتد قد يستمر لمدة خمس سنوات، وهو ما يمثل تهديداً كبيراً لمصر والسودان.

وأكد عبدالعاطي أن نهر النيل هو نهر دولي يخضع للقوانين الدولية ولا يمكن لأي دولة التحكم في مجراه بشكل أحادي دون التنسيق مع الدول الأخرى.