عامان من حرب غزة.. عزلة إسرائيل تتعمق وخسائرها الاقتصادية 100 مليار دولار

تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة جراء الحرب على قطاع غزة التي أتمت عامين، لتتجاوز تكلفتها حاجز 100 مليار دولار، وطالت تداعياتها مفاصل الاقتصاد بداية من تباطؤ النمو وارتفاع العجز، إلى هروب الاستثمار واهتزاز ثقة الأسواق بخلاف اتساع عزلة إسرائيل الاقتصادية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية - في تقرير اليوم - أن إسرائيل تكبدت خسائر ضخمة بسبب هذه الحرب التي زاد حجم إنفاقها العسكري على 100 مليار دولار، ليبتلع بذلك أكثر من نصف ميزانية عام 2025.
وبدأت الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 ، وتحولت إلى نزيف اقتصادي مستمر لإسرائيل، هدد الاستقرار المالي والسياسي لإسرائيل.
وتشير الصحيفة، الى استمرار تداعيات الحرب بشكل حاد في قطاعات الاقتصاد وقطع علاقات تجارية مع شركات إسرائيلية وتأثر التصدير خاصة قطاع التكنولوجيا، وارتفاع عجز الموازنة إلى 5.2% وتوقعات بأن يقترب من 6% بحلول نهاية عام 2025.
ولفتت إلى تخفيضات كبيرة مقترحة في ميزانية عام 2026 في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية للإنفاق العسكري.
وقالت الصحيفة إن وقف إطلاق النار المحتمل، وفق خطة ترامب، ربما يمثل نقطة تحول للاقتصاد الإسرائيلي المتهالك الذي أضير بصورة بشدة بسبب الحرب على غزة.
وتابعت الصحيفة، أن حالة من الترقب والقلق باتت تتملك الشركات ومؤسسات الأعمال والأسر، وعائلات جنود الاحتياط، وبالطبع تمتد تلك الحالة إلى معدي ميزانية الدولة، وهي جهات عانت جميعها أشد معاناة جراء القتال طويل الأمد الذي خاضته إسرائيل في قطاع غزة، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن عملية "مركبات جدعون 2" كلفت إسرائيل ما يقرب من نصف مليار شيكل لكل يوم قتال تخوضه القوات الإسرائيلية في غزة، الدولار يساوى 3.35 شيكل.
وأشارت إلى أن إنهاء الحرب في غزة سيقلص تكاليف الحرب اليومية إلى حوالي النصف، وسيتيح لوزارة المالية رفض مطالبة سابقة للجيش بمخصصات قيمتها 20 مليار شيكل .. كما أن الزيادة التي تراوح بين مليارين و4 مليارات شيكل - التي جرى الموافقة عليها من حيث المبدأ - من الممكن أن تعيد الوزارة النظر فيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرب في غزة أدت إلى تراجع تقييمات إسرائيل لدى وكالات التصنيف الائتماني الدولية، مشيرة إلى إصدار قرارات بخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل - ثلاثة قرارات تخفيض ائتماني أعلنتها عدة وكالات، وأربعة تخفيضات أعلنتها وكالة "موديز " بمفردها - منذ بداية الحرب على غزة.
وفي 14 سبتمبر الماضي، أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحات قوبلت بغضب شديد من مجتمعات الأعمال وهزت أسواق المال ،إذ أكد أنه بسبب عزلتها الدبلوماسية ستضطر إسرائيل إلى التكيف مع اقتصاد يتميز بالاكتفاء الذاتي".
وقال رئيس الوزراء أيضا إن إسرائيل تواجه وضعا دوليا صعبا، وستحتاج إلى التكيف مع "اقتصاد ذي سمات الاكتفاء الذاتي".