بوابة بالعربي الإخبارية

الأسهم اليابانية تواصل الصعود بدعم انتخاب «تاكايشي» وتراجع الين

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 10:04 صـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
الأسهم اليابانية
الأسهم اليابانية

واصلت الأسهم اليابانية مكاسبها اليوم الثلاثاء، مدعومة بتوقعات تبني الحكومة المقبلة سياسات تحفيز اقتصادي موسّعة، في حين سجّل الذهب مستوى قياسياً جديداً مع تصاعد الأزمات السياسية العالمية التي دفعت المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة.

وصعد مؤشر نيكاي بنسبة 0.7% إلى مستوى قياسي جديد خلال جلسة التداول، بعد ارتفاع قوي بلغ 4.8% في تعاملات الاثنين، مدعوماً بمكاسب أسهم شركات التكنولوجيا والرقائق الإلكترونية في آسيا، عقب الصفقة الكبرى بين شركتي أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) وأوبن إيه آي.

وفي المقابل، ارتفعت عوائد السندات اليابانية لأجل 30 عاماً إلى مستوى غير مسبوق بلغ 3.315% قبل طرح أول مزاد حكومي منذ ترجيح تولّي ساناي تاكايشي رئاسة الوزراء، وهي سياسية تُعرف بدعمها لسياسات التيسير المالي والإنفاق الحكومي.

تباين في الأسواق العالمية

وفي الوقت الذي واصلت فيه الأسهم العالمية تحقيق مكاسب متتالية، ضغطت مخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي والأزمة السياسية الفرنسية على معنويات المستثمرين، ما زاد الإقبال على الذهب و"بتكوين" اللذين بلغا مستويات تاريخية جديدة.

وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في التعاملات الآسيوية بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأنه لن يجري أي مفاوضات مع الديمقراطيين بشأن ملف الرعاية الصحية قبل إعادة فتح الحكومة الفيدرالية.

في المقابل، دعمت صفقات الذكاء الاصطناعي موجة الصعود في أسواق آسيا، إذ قال لويس نافالييه، مؤسس شركة "نافيلييه وشركاه"، إن "أسهم أشباه الموصلات تشهد نشاطاً غير مسبوق، وسردية الذكاء الاصطناعي تواصل إشعال الزخم في السوق".

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقود موجة الاستثمار

تواصل شركات التكنولوجيا تعزيز إنفاقها على مراكز البيانات والرقائق المتقدمة، بعد أن أعلنت إنفيديا الشهر الماضي نيتها استثمار نحو 100 مليار دولار في "أوبن إيه آي".

وتشير تقديرات المحللين إلى أن إجمالي الإنفاق في هذا القطاع قد يصل إلى تريليونات الدولارات، بتمويل من رأس المال الاستثماري والديون وترتيبات مالية مبتكرة أثارت تساؤلات في وول ستريت.

الأنظار نحو طوكيو بعد "تأثير تاكايشي"

مع إغلاق أسواق الصين وهونغ كونغ، تحوّل تركيز المستثمرين نحو اليابان، حيث أحدث صعود ساناي تاكايشي المحتمل إلى رئاسة الوزراء اهتزازاً واسعاً في الأسواق المالية.

فقد ارتفعت الأسهم بدعم توقعات الإنفاق، بينما تراجع الين إلى حدود 150 يناً للدولار، وهو مستوى يراقبه المتعاملون عن كثب.

وقالت تريسي تشين، مديرة المحافظ في "برانديواين غلوبال"، إن "ردة الفعل في الأسواق قد تكون مبالغاً فيها، لكن التراجع في الين قد يستمر على المدى القريب".

وتُظهر بيانات سوق العملات أن المتعاملين في الخيارات أصبحوا أقل تفاؤلاً تجاه الين منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ارتفاع عوائد السندات ومخاوف مالية

تتجه الأنظار إلى مزاد السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عاماً بعد ضعف الطلب في الإصدار السابق، وسط مخاوف من تزايد الدين العام وتراجع التصنيف الائتماني.

وكتب مارك كرانفيلد من "بلومبرج ماركتس لايف" أن ارتفاع العوائد طويلة الأجل بفعل "تأثير تاكايشي" قد يضغط على منحنيات العائد في الأسواق الأمريكية والأوروبية إذا جاءت نتائج المزاد دون التوقعات.

من جهته، أشار بنك "غولدمان ساكس" إلى أن تقلّبات السندات اليابانية طويلة الأجل قد تمتد إلى أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما يرى كاتسوتوشي إينادومي من "سوميتومو ميتسوي ترست" أن المخاوف المالية المتزايدة تدفع العوائد نحو مستويات أعلى.

الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية

وفي أسواق المعادن، ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، بعد أن رفع "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر الأونصة في ديسمبر 2026 إلى 4,900 دولار بدلاً من 4,300 دولار، مستنداً إلى استمرار عمليات شراء البنوك المركزية وصناديق المؤشرات.

وأظهرت بيانات رسمية أن بنك الشعب الصيني واصل زيادة احتياطياته من الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي في سبتمبر، في حين قفزت أسعار المعدن النفيس بأكثر من 50% منذ بداية العام، مسجلةً أقوى أداء سنوي منذ عام 1979.

وقال الملياردير كين غريفين، مؤسس "سيتاديل"، إن "الاعتماد المتزايد على الذهب كبديل آمن للدولار يُعد مؤشراً مقلقاً للأسواق"، في وقت يرفع فيه المستثمرون رهاناتهم على الذهب والفضة و"بتكوين" ضمن ما يُعرف بـ"صفقة تراجع العملات".

وارتفعت "بتكوين" إلى مستوى قياسي جديد نهاية الأسبوع، مع تزايد التوقعات بصعودها نحو 140 ألف دولار، ما يعكس التحول الكبير في سلوك المستثمرين نحو الأصول البديلة amid تصاعد المخاطر الاقتصادية العالمية.