بوابة بالعربي الإخبارية

منشآت رياضية مدمرة وجثث لاعبين.. الاحتلال يواصل محو الحياة الرياضية في القطاع

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 12:42 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
تدمير الملاعب في غزة
تدمير الملاعب في غزة

تحل اليوم ذكرى السابع من أكتوبر، التي شكلت بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف دمارًا واسعًا وأزمات إنسانية غير مسبوقة، أبرزها مقتل الآلاف من المدنيين بينهم الأطفال والنساء، ونزوح عشرات الآلاف من سكان القطاع في مشهد مؤلم هز ضمير العالم.

لكن المأساة لم تتوقف عند حدود القتل والدمار، بل امتدت لتشمل كافة مناحي الحياة في غزة، بما في ذلك المجال الرياضي، حيث طالت آلة الحرب الإسرائيلية الرياضيين والبنية التحتية الرياضية، ما أدى إلى استشهاد العديد من اللاعبين وتدمير منشآت كانت تمثل أملًا لمئات الشباب الفلسطيني في مستقبل آمن ومشرق.

رياضيون استشهدوا من أجل لقمة العيش

استمرت صفحات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في نعي الرياضيين الذين استشهدوا خلال العدوان، وكان آخرهم اللاعب محمد السطري، الذي لعب لعدة أندية أبرزها شباب وخدمات رفح، إضافة إلى القادسية والتفاح وأهلي غزة. واستشهد السطري أثناء محاولته الحصول على مساعدات إنسانية في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، وهو مشهد مؤلم يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الرياضيون في ظل الحصار.

ولم يكن السطري الوحيد، إذ استشهد أيضًا إبراهيم سعيد دياب، حارس مرمى نادي أهلي النصيرات، برصاص قناص إسرائيلي وسط القطاع، إضافة إلى حازم اليازجي، لاعب نادي المشتل، الذي سقط ضحية قصف على مدينة غزة. هذه الحوادث تجسد استمرار استهداف إسرائيل الممنهج للرياضيين الفلسطينيين ضمن سياسة الإبادة التي لا تستثني أحدًا.

أحلام رياضية تموت تحت الأنقاض

من أبرز المآسي التي هزت الشارع الفلسطيني والعالمي، استشهاد الطفل محمد رامز السلطان، لاعب نادي الهلال الرياضي، إلى جانب 14 فردًا من أسرته في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم. الحادثة تمثل رمزًا صارخًا على اغتيال الطفولة والأحلام في غزة.

كما تعرض الطفل محمد نعيم عوض، لاعب نادي اتحاد بيت حانون، لإصابة خطيرة تسببت في شلل نصفي دائم، ما أنهى مبكرًا مستقبله الكروي. هذه القصص ليست حالات فردية، بل تعكس أثر العدوان على جيل كامل من الرياضيين الذين كانوا يحلمون فقط باللعب في ملاعب آمنة.

بيليه الفلسطيني.. قصة تلخص المأساة

من أكثر القصص التي لاقت صدى عالميًا، كانت وفاة سليمان العبيد، المعروف بلقب "بيليه الفلسطيني"، والذي استشهد في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره للمساعدات الإنسانية في جنوب غزة. اللاعب كان من أبرز نجوم الكرة في القطاع، وترك رحيله صدمة واسعة في الوسط الرياضي المحلي والدولي.

نشر الاتحاد الأوروبي نعيًا للعبيد، تبعه تعليق من النجم المصري محمد صلاح الذي تساءل: "هل يمكنكم أن تشرحوا لنا كيف مات وأين ولماذا؟"، وهو السؤال الذي سلط الضوء دوليًا على استهداف الرياضيين. ورد الجيش الإسرائيلي بأنه لا توجد "أدلة على الحادث"، بينما أكدت أسرة العبيد أنه استُهدف أثناء محاولته إحضار الطعام لأطفاله.

تحولت قصة العبيد إلى رمز لمعاناة الرياضيين الفلسطينيين، لتبقى شاهدة على فصل جديد من فصول المعاناة التي لا تنتهي في غزة.

تدمير المنشآت والبنية التحتية الرياضية

العدوان لم يقتصر على الأرواح، بل أدى إلى تدمير شامل للمنشآت والملاعب الرياضية، ما وضع مستقبل الرياضة في غزة على المحك. وأكدت مؤسسات حقوقية أن تدمير المنشآت الرياضية واستهداف الرياضيين يدخل في سياق سياسة "الإبادة الجماعية" التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين، محذّرة من أن غياب آفاق الإعمار واستمرار الحصار ينذر بموت الحياة الرياضية بالكامل في القطاع.