من الميدان إلى الطاولة.. تفاصيل المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في غزة

فيما تستعد الأطراف المعنية لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ ظهر اليوم الخميس، عند الساعة 12 ظهراً بتوقيت غزة، تتجه الأنظار إلى تفاصيل المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تم التوصل إليها بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا.
بدء تنفيذ وقف إطلاق النار اليوم
بحسب القناة الإسرائيلية "14"، من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق ظهر اليوم، بعد أن أعلن ترامب التوصل إلى تفاهم شامل بين إسرائيل وحركة حماس دون الكشف عن تفاصيل المرحلة الأولى من الخطة التي كان البيت الأبيض عرضها في أواخر سبتمبر الماضي.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الطرفين وافقا على جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بما يشمل وقف الحرب، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
دخول المساعدات وعودة النازحين
وبموجب الاتفاق، سيتم إدخال ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من وقف إطلاق النار، على أن ترتفع الكمية تدريجياً في الأيام التالية.
كما نص الاتفاق على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية فور بدء التنفيذ، ما يمهد لإعادة تطبيع الحياة تدريجياً في المناطق المتضررة.
بدء مفاوضات المرحلة الثانية
وفقاً لمصادر في حركة حماس، ستبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من خطة ترامب فور بدء تنفيذ المرحلة الأولى، في خطوة تهدف إلى تثبيت الهدنة ووضع أسس دائمة لوقف شامل للأعمال القتالية.
تبادل الأسرى والإفراج المتبادل
تضمنت بنود الاتفاق عملية تبادل للأسرى، إذ ستفرج حركة حماس عن 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة دفعة واحدة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 محكوماً بالسجن مدى الحياة و1700 معتقل منذ اندلاع الحرب قبل عامين.
وأشار مصدر فلسطيني مطّلع إلى أن عملية التبادل ستتم خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق وبموافقة جميع الفصائل الفلسطينية.
تفاصيل خطة الانسحاب الإسرائيلي
بحسب الخطة التي عرضها البيت الأبيض، فإن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة سيتم تدريجياً وفق خط زمني غير معلن يبدأ من بيت حانون شمال القطاع مروراً بـ بيت لاهيا ومدينة غزة والبريج ودير البلح وخان يونس وخزاعة، لينتهي في رفح جنوباً.
ويُنفذ الانسحاب بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، عبر المراكز السكانية الرئيسية، لضمان انسحاب منظم ومتدرج.
ملامح خطة ترامب للسلام
تتضمن خطة ترامب للسلام، التي تتألف من 20 بنداً، عدة محاور أساسية، أبرزها:
-
جعل غزة منطقة خالية من السلاح.
-
إعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي.
-
منح عفو عام لعناصر حماس الذين يسلمون أسلحتهم ويقبلون بالتعايش السلمي.
-
السماح لمن يرغب من عناصر الحركة في مغادرة غزة عبر ممرات آمنة إلى دول أخرى.
-
دخول المساعدات وتوزيعها عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية دون تدخل من أي طرف.
إدارة مؤقتة تحت إشراف دولي
تنص الخطة أيضاً على تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية انتقالية تتولى إدارة الشؤون اليومية والخدمات العامة في غزة، بإشراف هيئة دولية جديدة تُعرف باسم "مجلس السلام"، يرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويشارك فيها عدد من القادة الدوليين، بينهم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق.
وستكون مهمة المجلس إدارة وتمويل إعادة إعمار غزة، إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة الكاملة على القطاع بعد تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، ضمن إطار الخطة الأميركية والاقتراح السعودي-الفرنسي.