بوابة بالعربي الإخبارية

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. صحح مفاهيمك

الجمعة 10 أكتوبر 2025 08:55 صـ 17 ربيع آخر 1447 هـ
موضوع خطبة الجمعة
موضوع خطبة الجمعة

في إطار جهودها المستمرة لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة ليوم 10 أكتوبر الجاري تحت عنوان "صحح مفاهيمك"، داعية إلى مراجعة شاملة للفهم الديني والسلوكي بما يتماشى مع القيم الأصيلة والواقع المعاصر، وذلك من خلال مبادرة تحمل نفس الاسم، تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الوسطية والانتماء الوطني والتربية القيمية.

الخطبة التي جاءت بلغة دينية رصينة ومضامين اجتماعية متجذرة، أكدت أن مبادرة "صحح مفاهيمك" ليست مجرد شعار بل هي مشروع وطني متكامل يسعى إلى استعادة الشخصية المصرية التي طالها الكثير من التشويه والتجريف على مدار السنوات الماضية، لا سيما فيما يتعلق بالسلوكيات الفردية والجماعية.

ووصفت الخطبة المبادرة بأنها "رؤية علمية وتربوية منضبطة"، تبتعد عن أساليب العنف والإقصاء في الدعوة، وتتبنى خطاباً دينياً راقياً يعالج المشكلات بسلاسة ورحمة، انطلاقاً من قوله تعالى: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}، في إشارة إلى أن إصلاح الفرد هو إصلاح للمجتمع بأسره.

الغش في الامتحانات.. جريمة لا مبرر لها

وأولى الخطبة اهتماماً كبيراً بمشكلة الغش، واصفة إياها بأنها من المفاهيم المغلوطة التي يجب تصحيحها فوراً، حيث لا يمكن تبريرها باعتبارها نوعاً من "الذكاء أو الفهلوة"، بل هي خيانة واضحة لنظام التعليم، واعتداء على مبدأ تكافؤ الفرص، واستشهدت بالحديث الشريف: "من غشنا فليس منا".

وحثت الخطبة أولياء الأمور على توعية أبنائهم بخطورة هذا السلوك، مبينة أن التحصيل العلمي الحقيقي يتطلب جهداً ومثابرة، لا حيلًا غير أخلاقية. كما نبهت إلى أن نوايا التعلم يجب أن تكون خالصة، لا سبيلاً للمفاخرة أو طلب الشهرة، محذرة من العواقب الدينية والأخلاقية لتعلم غير نافع.

تخريب الممتلكات العامة.. وجه آخر للفساد

ومن المفاهيم الأخرى التي سلطت الخطبة الضوء عليها، مسألة الاعتداء على الممتلكات العامة، سواء بالإهمال أو التدمير المتعمد. وأكدت أن هذه الممتلكات هي من أسس الحياة الكريمة للمجتمع، وأن العبث بها يُعد ضرباً من ضروب الفساد في الأرض، مخالفاً لقوله تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

وشددت على أن الحفاظ على هذه الممتلكات هو مقياس لتحضر الشعوب ودليل على عمق الانتماء الوطني، مشيرة إلى أن العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة يجب أن تقوم على التعاون والثقة المتبادلة.

الأسرة.. ميدان آخر لتصحيح المفاهيم

وفي الخطبة الثانية، انتقلت وزارة الأوقاف إلى محور بالغ الأهمية يتعلق بالعلاقات الأسرية، حيث دعت إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم السائدة داخل البيوت، خاصة ما يؤدي إلى الخلافات والطلاق المتزايد.

وركزت الخطبة على ضرورة أن تسود المودة والرحمة بين الزوجين، امتثالاً لقوله تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، داعية إلى أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على الفهم، والصبر، والحوار المتزن، والتغافل أحياناً حفاظاً على استقرار الأسرة.

كما نبهت إلى ضرورة تصحيح مفهوم "القوامة" لدى البعض، مؤكدة أن القوامة مسؤولية لا تسلط، ورعاية لا استبداد، وهي تكليف أخلاقي يتطلب الحكمة والعدل والرحمة، لا القهر والانفراد بالقرار.

دعوة لبناء مجتمع أكثر وعياً

وفي ختام الخطبة، رفعت وزارة الأوقاف الدعاء بأن يعم السلام البيوت، وتسود القيم في السلوك، داعية الجميع، أفراداً ومؤسسات، إلى المساهمة في إعادة بناء المجتمع على أسس صحيحة، من خلال تصحيح المفاهيم في كل جوانب الحياة، بدءاً من الفرد مروراً بالأسرة وانتهاءً بالمجتمع والدولة.

الخطبة جاءت لتؤكد أن بناء الوعي لا يتحقق فقط عبر الخطاب الديني، بل هو مسؤولية مشتركة، تتطلب تعليماً سليماً، وإعلاماً هادفاً، وأسرة واعية، ومجتمعاً يضع القيم في مقدمة أولوياته.