• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

تراجعت أسعار الفضة خلال التعاملات المبكرة ليوم الجمعة، بعدما كانت قد سجلت في جلسة الخميس مستوى 51.235 دولارًا للأونصة، وهو الأعلى لها منذ أكثر من أربعين عامًا.

ورغم هذا التراجع، ما يزال المعدن الثمين محققًا ارتفاعًا بنحو 70% منذ بداية عام 2025، متفوقًا على مكاسب الذهب ومتصدرًا أداء المعادن النفيسة.

تراجع في أسعار الفضة

وتأتي هذه القفزة القوية في أسعار الفضة في سياق تزايد اهتمام المستثمرين بالأصول الآمنة، في ظل تصاعد المخاوف من فقاعات محتملة في أسواق الأسهم العالمية، والضغوط المالية المتزايدة داخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التحديات التي تهدد استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرج"، فإن المعادن الثمينة، ومن بينها الذهب والفضة، إلى جانب العملات الرقمية مثل "بيتكوين"، اكتسبت زخمًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، مع تراجع الثقة بالعملات الرئيسية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي.

في هذا السياق، اعتبر جون بلاسار، مسؤول استراتيجية الاستثمار في بنك "سيتي جيستيون" الخاص، أن الارتفاع القوي في أسعار الفضة يعكس ما وصفه بـ"التأثير التعويضي"، بعد الأداء القوي الذي شهده الذهب خلال الأشهر الماضية.

من جانبه، أرجع المحلل الاقتصادي فؤاد رزاق زادة من "سيتي إندكس"، ارتفاع أسعار الفضة إلى عوامل رئيسية أبرزها استمرار حالة عدم اليقين على مستوى الاقتصاد الكلي، وتراجع قوة الدولار، إلى جانب الطلب المتنامي على الأصول الملموسة.

وتعليقًا على الاتجاه الاستثماري الحالي، أوضحت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في شركة الوساطة "XTB"، أن الفضة تتمتع بميزة مزدوجة، كونها معدنًا ثمينًا من جهة، وعنصرًا أساسيًا في الصناعات التكنولوجية الحديثة، لاسيما في تصنيع رقائق أشباه الموصلات المستخدمة في تشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي حول العالم.

وتشهد أسعار الفضة والذهب دعمًا إضافيًا من تصاعد التوترات الجيوسياسية، في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والاشتباكات المتصاعدة بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما يدفع المزيد من المستثمرين إلى الاتجاه نحو القيم البديلة ذات الملاذ الآمن.