• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

سجّل الذهب أداءً استثنائيًا خلال الأسبوع الماضي، مواصلًا ارتفاعه للأسبوع الثامن على التوالي، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وزيادة الإقبال العالمي على الأصول الآمنة، ليتجاوز مجددًا حاجز 4,000 دولار للأوقية في تداولات الأسواق العالمية.

وبحسب بيانات منصة "ماركت ووتش"، أنهى المعدن النفيس تعاملاته الأسبوعية عند 4,018.30 دولار للأوقية، محققًا مكاسب أسبوعية بنسبة 3.38%، في استمرار للاتجاه الصعودي الذي بدأ منذ أشهر، مدفوعًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة.

وعلى مدار الـ3 أشهر الماضية، ارتفع الذهب بنسبة 20.92%، بينما بلغت مكاسبه خلال 6 أشهر نحو 26.60%. ومع تسجيل قفزة سنوية تصل إلى 52.82% منذ بداية 2025، يرسّخ الذهب مكانته كأحد أهم الملاذات الآمنة في ظل الاضطرابات العالمية.

التوترات التجارية ترفع الطلب على الذهب

جاءت هذه القفزات السعرية عقب تصريحات حادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد عبر منصة "تروث سوشيال" رفضه للقاء نظيره الصيني شي جين بينج خلال قمة مرتقبة في كوريا الجنوبية. كما أعلن عن نية الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على كافة الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر 2025، ما أدى إلى تصعيد المخاوف في الأسواق.

وقال ترامب إن هذه الإجراءات تأتي ردًا على "الموقف العدواني للصين"، مشيرًا إلى أن بكين تعتزم فرض ضوابط تصديرية واسعة قد تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، ما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.

البنوك المركزية وصناديق الاستثمار تدعم الذهب

عززت عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية الزخم الصعودي، إضافة إلى تدفقات استثمارية قوية نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، مما يعكس تزايد الثقة من قبل المستثمرين في استمرار الاتجاه الصاعد للذهب خلال المرحلة المقبلة.

وتُعد توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة من العوامل الداعمة أيضًا، حيث أن الذهب يُنظر إليه كأصل مفضل خلال فترات انخفاض العائد، كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي في جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين.

الفضة تلحق بالذهب.. ومكاسب تفوق 70% منذ بداية العام

وامتد الارتفاع إلى معدن الفضة، التي قفزت بنسبة 2.2% لتسجل 50.21 دولار للأوقية، بعد أن لامست مستوى قياسيًا عند 51.22 دولار في جلسة سابقة. وقد بلغت مكاسب الفضة منذ بداية العام نحو 70%، بدعم من زيادة الطلب الصناعي والاستثماري، إلى جانب المخاوف من نقص الإمدادات.

نظرة مستقبلية.. الذهب في موقع قوة

مع اقتراب موعد فرض الرسوم الأمريكية الجديدة على الصين، يترقب المستثمرون مزيدًا من التفاصيل حول التعريفات والضوابط، والتي من المحتمل أن تُحدث موجات جديدة من التذبذب في الأسواق العالمية.

ويرى محللون أن الذهب سيبقى في موقع قوة خلال المرحلة القادمة، لا سيما في ظل تراجع أسواق الأسهم، والتوجه نحو تخفيف السياسة النقدية في الولايات المتحدة. وتُشير البيانات الحالية إلى أن المستثمرين يعيدون بناء مراكزهم التحوطية تحسبًا لأي صدمات اقتصادية أو سياسية.