الذهب يواصل الصعود القياسي متجاوزاً 4,200 دولار للأونصة

واصل الذهب مسيرة صعوده الحاد ليسجل مستوى قياسياً جديداً، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُبقي على نهج السياسة النقدية المرنة حتى نهاية العام، مما عزز الإقبال على المعدن الثمين كملاذ آمن.
الذهب يلامس ذروة جديدة فوق 4,200 دولار للأونصة
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4,218.74 دولاراً للأونصة صباح اليوم (الخميس) في سنغافورة، بعدما لامس مستوى 4,227 دولاراً في الجلسة السابقة، وهو أعلى سعر يسجله المعدن منذ بدء موجة الارتفاع المتسارعة منتصف أغسطس الماضي.
كما حقق الذهب مكاسب أسبوعية تقارب 5%، مدعوماً بزيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط تصاعد القلق في الأسواق العالمية.
وامتدت موجة الارتفاع إلى باقي المعادن النفيسة، إذ قفزت الفضة بأكثر من 3% في تعاملات الأربعاء مع نقص الإمدادات في سوق لندن، بينما استقر البلاتين وارتفع البلاديوم هامشياً.
توقعات خفض الفائدة تدعم الأسعار
تزايدت رهانات المستثمرين على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض جديد للفائدة قبل نهاية 2025، خاصة بعد تصريحات رئيسه جيروم باول التي لمّح فيها إلى إمكانية خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية خلال الشهر الجاري.
ويرى محللون أن بيئة الفائدة المنخفضة تجعل الذهب أكثر جاذبية، إذ لا يدرّ عائداً مباشراً، لكنه يستفيد من تراجع العوائد على الأصول المنافسة.
الحرب التجارية تشعل المخاوف
أدت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن دخول بلاده في "حرب تجارية مفتوحة" مع الصين إلى تفاقم التوترات العالمية، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب للتحوط من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.
وفي حين حاول وزير الخزانة سكوت بيسنت التخفيف من حدة القلق باقتراح تأجيل فرض الرسوم الجديدة، إلا أن الأسواق بقيت في حالة ترقب وتوجس.
الإغلاق الحكومي يزيد الضغوط على الأسواق
زاد الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية من المخاوف بشأن الوضع المالي، مما دفع المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو الذهب والأصول الآمنة.
كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية حول العالم في تعزيز الأسعار، إذ ارتفعت حيازاتها من الذهب بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، لترتفع الأسعار بأكثر من 60% منذ بداية 2025.
وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في مجموعة «ترافيغورا»، إن موجة الصعود الحالية "مدفوعة بعمليات شراء فعلية مكثفة من البنوك المركزية"، مشيراً إلى أن "الضغوط الناتجة عن ارتفاع الديون وتوجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة يعززان مكانة الذهب كمخزن للقيمة".
نقص حاد في إمدادات الفضة
في موازاة ذلك، تشهد سوق الفضة في لندن أزمة سيولة غير مسبوقة، تسببت في اندفاع عالمي نحو شراء المعدن، لتتجاوز الأسعار الفورية نظيرتها في عقود نيويورك الآجلة.
وبلغت الفضة أعلى مستوى تاريخي لها متخطية 53 دولاراً للأونصة هذا الأسبوع، قبل أن تستقر دون تغيّر يُذكر في تداولات الخميس.