مولد السيد البدوي بين الاحتفال الروحي والجدل الديني.. تصريحات الهلالي تثير الغضب الصوفي
شهدت الساعات الأخيرة موجة من الغضب والاستياء بين أتباع الطرق الصوفية، عقب تصريحات مثيرة للدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، حول الاحتفال بمولد السيد البدوي.
تصريحات الهلالي حول مولد السيد البدوي
وأكد الهلالي خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحكاية" على قناة "إم بي سي مصر" أن الاحتفال بمولد الأولياء يجب أن يقتصر على الإطار الديني الصحيح، دون المبالغة في تقديس الأشخاص أو التعلق بهم، معتبرًا أن التمسك بالبشر الذين توفوا منذ قرون يتنافى مع جوهر الدين.
الهلالي دعا إلى ضرورة عدم تحويل هذه المناسبات إلى عبادة بشرية، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من الاحتفال هو تعزيز القيم الروحية والبعد التعليمي، وليس مجرد الشعائر الشكلية أو التقاليد التي قد تتسبب في انحراف ديني.
الطرق الصوفية تنتفض ضد الهلالي
تصريحات الهلالي قابلها رد فعل قوي من قيادات وأتباع الطرق الصوفية، حيث طالب بعضهم بفتح تحقيق رسمي في التصريحات التي اعتبروها استهدافًا للتصوف وللمعتقدات الشعبية المرتبطة بمولد السيد البدوي.
فيما عبر الشيخ السيد شلبي، أحد علماء الأزهر والتصوف، عن أسباب التزاحم الكبير على زيارة السيد أحمد البدوي، مشيرًا إلى أن محبة الناس له نابعة من "أنوار الذات المقدسة" التي امتلأ بها قلب هذا الولي الكبير.
من جانبه، أكد المستشار محمد زكي، رئيس محكمة الاستئناف، أن أعداد الزائرين لهذا الحدث ليست جديدة، مشيدًا بسلمية التجمعات الصوفية وتماسكها الوطني، نافياً الاتهامات التي وجهت لمولد السيد البدوي مثل وجود توجهات شيعية أو تحريضات سياسية داخل تلك التجمعات.
أسامة قابيل: السيد البدوي من أولياء الله الصالحين
كما أوضح الدكتور أسامة قابيل، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، أن السيد أحمد البدوي يعد من أولياء الله الصالحين المعروفين بالزهد والعبادة، مشددًا على أن التصوف الحقيقي هو التزام كامل بالشريعة الإسلامية ويهتم بتربية النفس على التقوى والصدق والعمل الصالح، وليس بالخرافات أو الممارسات التي تشوه صورة التصوف.
وأبرز قابيل أن التصوف يمثل "مقام الإحسان" في الإسلام، وهو الوجه العملي للإيمان الذي يعزز العلاقة الحقيقية بين العبد وربه، منتقدًا بشدة الممارسات الخارجة عن إطار الدين مثل الاستغاثة بالأولياء أو الطواف بالأضرحة بطريقة مخالفة للشريعة.