الحكومة المصرية: مشروعات جديدة لإحياء مسار العائلة المقدسة وتطوير القاهرة الخديوية

أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف إحياء مسار العائلة المقدسة باعتباره أحد أهم المشروعات القومية التي تعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة الدينية والثقافية في العالم.
وقال الحمصاني، في تصريحات إعلامية مساء اليوم، إن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماعًا لمتابعة ما تم تنفيذه من مشروعات ضمن خطة الدولة لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة، موضحًا أن الاجتماع جاء في إطار حرص الدولة على استكمال أعمال التطوير وإضافة مشروعات جديدة في هذا المسار الحيوي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الدولة كانت قد انتهت بالفعل من عدد من المشروعات الخاصة بإحياء مسار العائلة المقدسة خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن اجتماع اليوم شهد عرضًا قدمه رجل الأعمال منير غبور تضمن عددًا من المقترحات والأفكار لمشروعات سياحية وتنموية جديدة يمكن تنفيذها على امتداد المسار.
وأوضح أن الاجتماع عُقد بهدف التشاور بين السيد منير غبور والسادة المحافظين ووزيرة التنمية المحلية حول الأفكار والمقترحات التي تم طرحها، حيث وجه رئيس الوزراء في ختام الاجتماع بإعداد دراسات الجدوى اللازمة للمشروعات المقترحة، مع التأكيد على ضرورة تذليل أي عقبات أو تحديات تواجه التنفيذ، تمهيدًا للتوافق النهائي عليها خلال الفترة المقبلة.
وأشار الحمصاني إلى أن هذه المشروعات الجديدة تأتي في إطار إحياء السياحة الدينية والثقافية، حيث تستهدف الدولة تحويل مسار العائلة المقدسة إلى وجهة عالمية تجمع بين الروحانية والتاريخ والتراث المصري، مؤكدًا أن الدراسات الخاصة بالمقترحات الجديدة لن تستغرق وقتًا طويلًا، ومن المقرر الانتهاء منها خلال فترة قصيرة تمهيدًا لوضع الجدول الزمني للتنفيذ.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الأفكار التي تم طرحها خلال الاجتماع تتعلق بمشروعات كبرى وضخمة تمثل إضافة حقيقية للمسار، وتعد بمثابة مشروع قومي جديد يسهم في تنشيط السياحة الدينية وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
وفي سياق متصل، تحدث المستشار محمد الحمصاني عن الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير، موضحًا أن مصر تستعد لحدث عالمي ضخم سيُقام خلال أيام، حيث يُعد افتتاح المتحف الأكبر والأضخم من نوعه في العالم حدثًا ثقافيًا وتاريخيًا غير مسبوق.
وأشار إلى أن جميع الاستعدادات اللوجستية داخل المتحف والمنطقة المحيطة به قد انتهت بالفعل، بما في ذلك أعمال النظافة والتشجير والإنارة وتطوير المحاور المؤدية إلى المتحف، مؤكدًا أنه تم الانتهاء أيضًا من الترتيبات الخاصة باستقبال الوفود المشاركة من مختلف دول العالم.
وأضاف أنه تم توجيه الدعوات رسميًا إلى رؤساء وملوك وأمراء الدول منذ فترة، وتم استلام تأكيدات مشاركة من عدد كبير من الدول، مشيرًا إلى أن الحكومة تتابع حاليًا اللمسات النهائية الخاصة بترتيبات الاستقبال والإقامة للوفود، إلى جانب التفاصيل التنظيمية واللوجستية الخاصة بالحفل الكبير.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اختيار يوم الافتتاح تم بعناية، حيث تقرر أن يكون يوم السبت نظرًا لتوافقه مع العطلة الأسبوعية في مصر ومعظم دول العالم، مما يسهل مشاركة الوفود رفيعة المستوى، ويضمن أن يكون اليوم ملائمًا من الناحية التنظيمية والدبلوماسية.
وأكد أن الحكومة حرصت على أن يكون هذا اليوم خاليًا من الأحداث الدولية الكبرى، حتى يتمكن أكبر عدد من القادة والضيوف من المشاركة، موضحًا أن الدولة تعاملت مع الحدث باعتباره مشروعًا وطنيًا يعكس صورة مصر الحديثة أمام العالم.
كما تناول الحمصاني خلال حديثه جهود الدولة في إحياء منطقة القاهرة الخديوية، مؤكدًا أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة الحكومة لتعظيم الاستفادة من أصول الدولة التاريخية وتحويلها إلى قيمة اقتصادية وسياحية مضافة.
وأوضح أن رئيس الوزراء عقد اجتماعًا بحضور وزير قطاع الأعمال العام عمر مروان وعدد من ممثلي شركة إعمار، لمناقشة الفرص الاستثمارية في منطقة وسط القاهرة، لافتًا إلى أن الوزارة تمتلك عددًا من المنشآت التاريخية التي تصلح لأن تكون فنادق راقية تخدم منطقة وسط البلد، في ظل وجود نقص في عدد الغرف الفندقية بالمنطقة.
وأشار الحمصاني إلى أنه تم خلال الاجتماع طرح العديد من الفرص الاستثمارية أمام شركة إعمار وعدد من المستثمرين الآخرين، من بينها عمارة الكوزموبوليتان وفروع عمر أفندي وعدد من المباني ذات الطابع التاريخي والتراثي في القاهرة والإسكندرية والجيزة.
وأكد أن خطة التطوير لا تتضمن بيع أصول الدولة، وإنما تهدف إلى الدخول في شراكات مع القطاع الخاص لإدارة وتشغيل هذه الأصول بما يعظم العائد منها، موضحًا أن الدولة ستحتفظ بملكية جميع مبانيها التاريخية والتراثية.
وأضاف أن عمليات التطوير ستركز على الترميم والحفاظ على الطابع المعماري والتاريخي للمباني دون أي أعمال هدم، بحيث يتم تحويل الاستخدام فقط من محلات تجارية أو مقرات قديمة إلى فنادق فاخرة تحمل نفس الشكل التاريخي والتراثي الذي يميز منطقة وسط البلد.
وشدد الحمصاني على أن الحكومة ملتزمة بالحفاظ على هوية القاهرة الخديوية، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من المشروع هو إحياء التراث المصري المعماري وتحويل المنطقة إلى مركز ثقافي وسياحي متكامل يعكس التاريخ العريق للعاصمة المصرية.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالتأكيد على أن التعامل مع المستثمرين لا يقتصر على شركة واحدة، بل يشمل عددًا من الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة ترحب بكافة المستثمرين الجادين للمشاركة في هذه المشروعات التنموية التي تستهدف إحياء التراث وتحقيق التنمية السياحية والاقتصادية المستدامة.