بوابة بالعربي الإخبارية

النفط يرتفع لليوم الثاني وسط ضغوط غربية على صادرات روسيا

الأربعاء 22 أكتوبر 2025 09:12 صـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
أسعار النفط اليوم
أسعار النفط اليوم

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي، مدفوعة بمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي زادت من تفاؤل الأسواق بشأن توازن العرض والطلب. فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.6% لتصل إلى 62.35 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.8% مسجلة 58.25 دولاراً للبرميل.

ويأتي هذا التحسن في الأسعار بعد موجة انخفاض دفعت النفط إلى أدنى مستوياته في خمسة أشهر مطلع الأسبوع، وسط ضغوط ناجمة عن وفرة المعروض وتباطؤ الطلب بفعل التوترات التجارية العالمية.

غير أن المخاوف المتعلقة بالإمدادات عادت إلى الواجهة، خاصة مع تصاعد الضغوط الغربية على بعض الدول الآسيوية لوقف مشترياتها من النفط الروسي، إضافة إلى تأجيل قمة كانت مرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وهو ما زاد من القلق بشأن استقرار تدفقات النفط العالمية.

وفي هذا السياق، أشار موكيش ساهديف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إكس أناليستس" لاستشارات أسواق الطاقة، إلى أن المخاطر الجيوسياسية في مناطق مثل روسيا، وفنزويلا، وكولومبيا، والشرق الأوسط تظل عنصراً داعماً للأسعار، رغم الضغوط الناتجة عن زيادة الإنتاج وضعف الطلب. وقال: «هذه التهديدات تحول دون هبوط أسعار النفط إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للبرميل».

على الجانب الآخر، يراقب المستثمرون باهتمام التطورات في ملف التفاوض التجاري بين الولايات المتحدة والصين. ومن المنتظر أن يلتقي مسؤولون من الجانبين هذا الأسبوع في ماليزيا، وسط توقعات بإحراز تقدم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه يتوقع التوصل إلى "اتفاق عادل" مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي يعتزم مقابلته الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية.

وفي خطوة لافتة، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية عن نيتها شراء مليون برميل من النفط الخام لإعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية، مستفيدة من الأسعار المنخفضة نسبياً لدعم مخزوناتها.

وفي الوقت نفسه، أشارت بيانات صادرة عن معهد البترول الأميركي إلى انخفاض في مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ما أضفى دعماً إضافياً للأسعار في الأسواق.

هذا التفاعل بين العوامل السياسية والاقتصادية يعكس حالة من الترقب والحذر تسود أسواق النفط، وسط سعي المستثمرين لفهم اتجاهات السوق في ظل توازن هش بين المخاطر والتوقعات.